التنافس الدولي على المعادن الحيوية يعرض التوازن المناخي للخطر

الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 - 09:35 ص

التنافس الدولي على المعادن الحيوية يعرض التوازن المناخي للخطر

ناصر البادى

تفيد التقارير أن سباق التسلح العالمي المتسارع يعوق الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ، حيث يتم تحويل المعادن الحيوية اللازمة لمستقبل مستدام إلى الصناعات العسكرية الحديثة. كشف تقرير صادر عن مشروع الأمن الانتقالي، بالتعاون بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عن هذا التحدي الكبير.

بينما تجمع وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» كميات هائلة من المعادن المهمة للتقنيات المناخية، بما في ذلك الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية، فإن هذا الذهب الأخضر يصبح هدفاً لاستخدامات عسكرية. يضر هذا التوجه بمحاولات العالم للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.

ووفقاً للدراسة، فقد خصصت وزارة الدفاع الأميركية مليارات الدولارات لتخزين المعادن مثل الليثيوم والكوبالت، وستركز على تعزيز الأدوات العسكرية المتقدمة وتطوير التقنيات المتطورة التي تشمل أجهزة الحروب الذكية. رئيس مشروع الأمن الانتقالي، كايم روجالي، أشار إلى أن الإنفاق الضخم للجيش يهدف للسيطرة العسكرية بدلاً من حماية البيئة.

قال روجالي: «عندما نستهلك الموارد الثمينة لأغراض عسكرية بدلاً من تطوير حلول لمواجهة تغير المناخ، نعرّض العالم لانعدام الأمان». تتزايد التوترات العالمية، خصوصاً مع صعود الصين وحرب روسيا ضد أوكرانيا؛ كل هذا يعتبر عائقاً كبيراً للتحرك نحو بيئة طبيعية مستقرة.

تُظهر البيانات أن «البنتاغون» تجمع مخزوناً ضخماً من العناصر النادرة مثل الجرافيت والعناصر الأرضية التي تساهم في إدارة الطاقة المستدامة. الاستراتيجية الأميركية الحالية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع البيئية بشكل كبير. هناك مخاوف من أن تُستخدم هذه الموارد بطرق لا تخدم البيئة والطبيعة.

ذكرت لورا ستيشن، الكاتبة المشاركة في التقرير، أن الكوبالت المخزن للمعدات العسكرية يمكن استخدامه بطرق أكثر فائدة مثل شحن المركبات الكهربائية أو تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة. هذه المواد يجب أن تخدم تقنيات الطاقة المتجددة بدلاً من تسليح العالم بمزيد من الأسلحة.

وتعتبر وزارة الدفاع الأميركية أكبر مصدر عالمي لانبعاثات الكربون، حيث تؤثر بوضوح في البيئة بشكل ضخم. الدوائر العسكرية الأميركية تُدرك أن آثار المناخ السلبية قد تؤدي لخسائر استراتيجية كبيرة، مما يدعو للقلق من تأثيرات مستقبلية قوية.

يحدد التقرير كيف يمكن لهذه التوجهات العسكرية أن تُعيد تشكيل الأسواق العالمية. بالنظر إلى التكلفة الضخمة للإنفاق الدفاعي، فإنه يؤثر في سلاسل إمداد المعادن الحيوية. هذه القوى تتحكم في الأسواق وتوجه الاستثمارات نحو الصناعة العسكرية.

بالنظر إلى تأثير «البنتاغون» في الولايات المتحدة، فالصورة العامة تظهر نظاماً مستعداً لتوجيه الإمكانات نحو تعزيز القوى العسكرية بدلاً من دعم السياسات البيئية، ما يعني أن التحول للبيئة المستدامة يواجه تحدياً هائلاً في هذه المرحلة.

في نهاية المطاف، يشير التحليل إلى أن توازن القوى قد يقف عائقاً أمام تحقيق الاستدامة العالمية في ظل السباق نحو التسلح والابتعاد عن الحلول البيئية الشاملة. يجب أن يكون هناك تحول استراتيجي لتوجيه الجهد والموارد نحو تأمين مستقبل بيئي أكثر استقراراً وأمناً للجميع.


مواد متعلقة