سيدة المشروبات الصينية تحول ورشة صغيرة إلى إمبراطورية ضخمة

الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 - 03:22 ص

سيدة المشروبات الصينية تحول ورشة صغيرة إلى إمبراطورية ضخمة

منى شاهين

بعد تقاعدها، نجحت سيدة الأعمال الصينية غوان يوشيانغ في تأسيس واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في صناعة علب المشروبات من الصفر، مما منحها ألقابًا مثل "ملكة علب المشروبات" و"أعظم عاملة متقاعدة" في الصين.

وُلدت غوان عام 1939 في مدينة شنيانغ، بمقاطعة لياونينغ شمال شرق الصين. في سن الـ19 بدأت عملها في مصنع ببكين، مثل أغلب أبناء جيلها؛ خصصت حوالي 30 عامًا من حياتها المهنية للعمل في نفس الشركة حتى تقاعدها في سن الـ50.

إلا أن غوان لم تعتبر التقاعد نهايةً لمسيرتها، بل بداية لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والطموحات. قررت تجربة ريادة الأعمال بتأسيس شركة صغيرة متخصصة في إنتاج أجهزة قياس المواد الفيزيائية، لكن المشروع لم ينجح. رغم الفشل، لم تفقد غوان الثقة بنفسها.

اعتبرت غوان الفشل خطوة ضرورية نحو النجاح. في عام 1994 وخلال زيارة لمقاطعة هاينان، لاحظت انتشار مصانع المشروبات الغازية واعتمدت على استيراد مواد التغليف من الخارج، فوجدت فرصة استثمارية في تصنيع العلب محليًا.

جمعت غوان رأس مال قدره 300 ألف يوان، وأسست شركة "أورغ للتغليف" في هاينان، واستوردت معدات من تايوان. لكن البائع رفض تقديم المعلومات التقنية اللازمة لتشغيل المعدات. أدركت غوان أهمية امتلاك المعرفة والتكنولوجيا للنجاح.

في 1995، مع دخول شركة "ريد بول" للسوق الصينية، حاولت غوان وفريقها كسب الشركة كعميل. قام فريق "أورغ" بـ41 زيارة لإقناع "ريد بول" بالتعاون، ونجحوا في النهاية.

وافقت "ريد بول" على التعاون بشرط استخدام تقنية الطلاء بالبودرة، وهي معيار دولي لم يكن شائعًا في الصين. لتلبية هذا الشرط، قامت غوان برهن المصنع لاستيراد التقنية من سنغافورة، ما أظهر ثقتها في مشروعها واستعدادها للمخاطرة.

هذا الطلب أصبح علامة فارقة في تاريخ الشركة، حيث فتح الباب أمام طلبات جديدة، وجعل "أورغ" موردًا رئيسيًا لعبوات العديد من شركات المشروبات. تطورت الشراكة مع "ريد بول" على مدار 30 عامًا، حيث واصلت غوان قيادة الشركة للابتكار.

حصلت "أورغ" على أكثر من 100 براءة اختراع، مما عزز مكانتها السوقية وتفوقها التكنولوجي. خلال 30 عامًا، تحولت "أورغ" من ورشة تضم 16 عاملًا إلى شركة مساهمة عامة تعمل بـ4000 موظف. بحلول 2020، تجاوزت مبيعاتها السنوية 10 مليارات يوان.

بجانب نجاحها التجاري، كرست غوان جهودًا للعمل الخيري بتأسيس مؤسسة لدعم الطلاب المحتاجين، وقدمت تبرعات تجاوزت 20 مليون يوان، إيمانًا منها بأهمية رد الجميل ودعم الأجيال المقبلة. عنه من "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".


مواد متعلقة