الخبراء لأطفال الشارقة القرائي: تجنبوا التفكير بالذكاء الاصطناعي عنكم

تحدث مجموعة من المختصين في الذكاء الاصطناعي وعلوم المستقبل عن أهمية استخدام التكنولوجيا الذكية بوعي وأخلاقيات لضمان استفادة البشرية منها بشكل أمثل. حذروا من السماح للذكاء الاصطناعي بالتفكير عنا، مؤكدين على ضرورة بقائه أداة مساعدة بدلاً من سلطة مسيطرة، خاصة في ميادين الإبداع والتعليم.

خلال جلسة بعنوان «الكتابة في ظل الذكاء الاصطناعي: الأفق والتحديات»، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للطفل، شارك كل من الدكتورة سمية المعاضيد، الكاتبة الإماراتية أسماء زينل، والخبير طالب غلوم في الحديث حول مستقبل الكتابة والثقافة في عصر الذكاء الاصطناعي.

أكدت الدكتورة سمية المعاضيد أن الذكاء الاصطناعي يمثل امتداداً للثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أن نحو 80% من الأفراد يستخدمونه، بما في ذلك عدد كبير من الطلاب الجامعيين، مما يفرض على المؤسسات الأكاديمية تطوير استراتيجيات لضمان النزاهة التعليمية.

قالت الدكتورة سمية: «يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية في مجال البحث والتفكير، ولكنه يفتقر للعواطف والتجارب الإنسانية، لذا يجب علينا تعليم الطلاب كيفية استخدامه بشكل واعٍ، وضرورة الإفصاح عن الاستعانة به بما يحمي النزاهة العلمية.»

ومن جانبها، حذرت الكاتبة أسماء زينل من الاستخدام غير الموجه للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الثقافية والإعلامية. وأشارت إلى سيناريوهين مختلفين: استخدامه بشكل عشوائي وعقلاني، موضحة أنه لا يجب أن يتخذ القرارات بدلاً من البشر.

وقالت: «يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم رؤى جديدة ولكنه ليس بديلاً للعقل البشري، يجب أن يبقى في خدمة الإنسان. مستقبل هذه التقنية متعلق بوعينا باستخدامها وليس بقدرتها التقنية فحسب.»

أكد طالب غلوم على ضرورة وجود قوانين واضحة تنظم استخدام التكنولوجيا الذكية، واحترام حقوق الملكية الفكرية والالتزام بالشفافية في التعامل معها.

قال الكاتب طالب غلوم: «الهجينة النصوص التي تنتج بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي مقبولة شريطة الإفصاح عن استخدامه. المشاركون في المسابقات، مثلاً، عليهم توضيح دور الذكاء الاصطناعي لضمان النزاهة ومنع التلاعب.»

اختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان، بل يجب استخدامه كأداة ذكية ضمن إطار أخلاقي، في عالم يشهد تطورات سريعة.