52 نواة تمر بمعدة طفلة وحدس أمّ ينقذها من الاختناق بلعبة سيارة

الخميس 17 أبريل 2025 - 07:15 ص

52 نواة تمر بمعدة طفلة وحدس أمّ ينقذها من الاختناق بلعبة سيارة

سعيد المنهالى

حكى الاستشاري في الجهاز الهضمي للأطفال، الدكتور الإماراتي نافع الياسي، بعض القصص الطبية التي لا تُنسى من مسيرته المهنية. كان أبرزها استخراج 52 نواة تمر من معدة طفلة صغيرة وإنقاذ طفل مصاب بمتلازمة داون من خطر اختناق بسبب قطعة بلاستيكية علقت في المريء. أشار إلى أن حدس الأم أحياناً يفوق كل الفحوصات وكان سبباً في إنقاذ الطفل.

قال الياسي لـ«الإمارات اليوم»: «كل طبيب يحتفظ بذاكرة من القصص التي يمر بها. أنا خصصت صندوقاً، أجمع فيه ما أستخرجه من أمعاء الأطفال، مثل العملات المعدنية، والبطاريات، والقطع البلاستيكية، ومشابك الشعر وغيرهم».

ذكر الياسي حادثة عندما تلقى اتصالاً في الليل من المستشفى بوجود حالة طارئة لطفل يعاني من أعراض اختناق، رغم أن الأشعة لم تظهر شيئاً. كانت والدة الطفل مصرة أنه ابتلع شيئاً غريباً وكان على حق.

حين وصل الياسي، وجد الطفل (من ذوي متلازمة داون) يصارع للبلع ويفرز لعاباً بكثرة. تبين من الفحوصات وجود إطار سيارة لعبة بلاستيكية في أعلى المريء. بهذه الحادثة، تعلم الياسي أهمية شعور الأم، وأنه قد ينقذ الطفل.

ومن الحالات الغريبة التي تعامل معها، ذكر الياسي حالة طفلة سجلت في الـ طوارئ بعدما عانت من قيء متكرر مع وجود نواة تمر بالقيء. كان قلق الأهل يزداد دون ملاحظة أي تحسن.

استفسر الطبيب أن الطفلة اعتادت ابتلاع التمر كاملاً وانتهت بوجود نواة في المعدة. أظهرت الأشعة كمية كبيرة من نوى التمر، بلغ العدد الإجمالي 52 نواة، ما شكل صدمة للفريق الطبي.

بدأ الفريق الطبي عمليات منظار متتالية لاستخراج النوى، استمرت لأكثر من ساعتين ونصف، وهي مدة طويلة بالنسبة للعمليات المعتادة. مازالت نوى التمر محفوظة كتذكار طبي.

تذكر الياسي حالة ثالثة خلال جائحة «كورونا» لفتاة ابتلعت خاتماً ذهبياً علق في المريء وسبب لها اختناقاً، وقد أنقذت عن طريق المنظار بسرعة.

حذر الياسي من أن الأطفال بين عمر ستة أشهر وثلاث سنوات دائمًا في مرحلة فضول ما يعرضهم لابتلاع أشياء خطيرة مثل بطاريات الليثيوم أو كرات المغناطيس، والتي قد تسبب انسداداً معوياً حاداً.

أكد الياسي أن الكبار في بعض الأحيان قد يبتلعون أجساماً غريبة نتيجة اضطرابات نفسية أو عصبية. يجب التعامل مع حالات الاختناق بسرعة والتوجه مباشرة للمستشفى لتجنب الخطر.

بين أن 80% من الأجسام التي يبتلعها الأطفال تمر بسلام، لكن الأجسام الحادة أو المغناطيسية أو البطاريات تشكل خطراً وتحتاج لاستخراج فوري.

تشدد على مسؤولية الأطباء في توعية الأسر بالمخاطر الوقائية بدلاً من إلقاء اللوم على الأهل والتركيز على زيادة الوعي بسلامة الأطفال.


مواد متعلقة