البولنديون يواجهون تهديد الحرب بتعزيز التدريبات وتحصين الدفاعات

الخميس 11 ديسمبر 2025 - 05:54 ص

البولنديون يواجهون تهديد الحرب بتعزيز التدريبات وتحصين الدفاعات

ناصر البادى

لا يزال سيزاري بروزكو البولندي يتذكر تدريبات الدفاع المدني التي تلقاها في أيام الدراسة أيام العهد الشيوعي، والتي تضمنت قراءة الخرائط ومهارات البقاء والشعور الدائم بأن خطر الحرب حقيقي وقائم دائماً.

قال سيزاري بروزكو، البالغ من العمر 60 عاماً، وهو يجدد تلك المهارات في قاعدة عسكرية خارج وارسو صباح يوم سبت بارد: «عشنا في ظل تلك التهديدات ولم يكن هناك داعٍ لشرح أهمية ذلك».

قام بروزكو مع مجموعة من المدنيين البولنديين بجولة في ملجأ للقنابل، ولبسوا أقنعة واقية من الغازات، وتدربوا على إحداث شرارات من الصوان لإشعال النار.

كان التدريب جزءاً من برنامج جديد لتعزيز مرونة المدنيين ويهدف لتدريب 400 ألف مواطن بولندي حتى 2027، محدد للطلاب والمتقاعدين.

كما أطلق وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك - كاميش البرنامج قائلاً: «نحن نعيش في أخطر الأوقات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ويجب أن يمتلك كل منا المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة الأزمات».

هناك وعي عميق في بولندا بخطر الهجمات الجغرافية، وزادت الحرب الروسية على أوكرانيا والتوترات العالمية القلق وزادت موجة الهجمات التخريبية.

كما وقع انفجار بخط سكة حديد في الشهر الماضي، وادعت السلطات البولندية أن روسيا وراء هذا الهجوم مسبباً الإصابة، ما أثار الجدل حول مفهوم الأمن القومي.

وافقت الحكومة على مشروع ميزانية للعام المقبل يرفع الإنفاق الدفاعي إلى 4.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى من معظم دول الناتو.

تتضمن الخطة الجديدة إنشاء ملاجئ جديدة وتجديد القديمة للحفاظ على سلامة المواطنين، مع بدء بناء الدرع الشرقي.

تتكون "الدرع الشرقي" من سياج لشائك يمتد مع حدود بولندا مع بيلاروسيا ومقاطعة كالينينغراد الروسية لحمايتها.

في قاعدة عمليات متقدمة قرب الحدود مع بيلاروسيا، قال العميد رومان برودلو، قائد لواء الفرسان المدرع التاسع البولندي، إن حرب روسيا على أوكرانيا غيّرت تماماً الوضع الأمني لبولندا.

وأشار إلى أن الأوقات الهادئة ولّت وأن العالم يعيش في أوقات مضطربة، وأن لدى روسيا نوايا هجينة تزيد من الإرهاق بولندا دون الوصول لعتبة الحرب المباشرة.

روى الكابتن كارول فرانكوفسكي، الذي يعمل في مجال الاتصالات، كيف واشك في تدريبات "ناتو" بألمانيا مع جنود من عشرات البلدان.

وشملت المناورات حرب هجينة وعليهم التواصل مع الجمهور، وكان هناك شخصيات تمثل أدواراً مختلفة وسط الأزمة كان عليهم التأقلم على الوضع العسكري.

الخوف من المهاجرين كجزء من حرب هجينة تستخدمها روسيا مع بيلاروسيا، وحرس الحدود مهمتهم مساعدة الجيش المحلي في مواجهة ذلك الخطر.

الجنود البولنديون يراقبون الحدود ويقبضون على المهاجرين الغير شرعيين وأحياناً يرجعونهم إلى بيلاروسيا خوفاً من أن يكونوا جواسيس أو تهديد.

الحكومة السابقة استخدمت فكرة أن روسيا وبيلاروسيا تستخدمان الهجرة سلاحًا كأسس لقمع المهاجرين، ونلاحظ تغييرات طفيفة منذ تغير الحكومة.

إضافة إلى الجدار الجديد، يشمل "الدرع الشرقي" تحصينات وأبراج مراقبة مع تحسين الدفاعات ضد هجمات الطائرات بدون طيار.

في غولداب، بلدة قريبة من الحدود، السكان مستعدون لأي خطر. أما الحياة هناك فقد تغيرت كثيرًا منذ إغلاق الحدود وضاقت فرص التنقل والتجارة مع روسيا المجاورة.

كورنيليا بريزينسكا البالغة من العمر 15 عاماً ترغب في الانضمام للجيش وترى أن التهديد الروسي ليس كبيرًا لأن بولندا جزء من الناتو وتحت حمايته.

رغم الأمان في الجيش، إذا دُعيت للقتال لن تتردد بريزينسكا وسيدافع عن البلد بكل قوة وهذه عقيدة لدى الشباب هناك.

الصراعات الموجودة جعلت الدراما الإنسانية للمهاجرين أقل أهمية وكأن الأمن القومي أصبح شغل الشعب الشاغل ولم تعد الأزمة الإنسانية تؤثر جدًا.

في مواجهة التهديدات المتصاعدة نظل الأمن القومي البولندي ملتزماً بالتحصينات الدفاعية ومراقبة الحدود لحماية بلده من أي حرب محتملة.


مواد متعلقة