عاشق سيارات عراقي يجمع كنوزًا تاريخية متحركة على عجلات

الإثنين 02 يونيو 2025 - 09:24 م

عاشق سيارات عراقي يجمع كنوزًا تاريخية متحركة على عجلات

زينة خلفان

في إحدى مناطق ريف بابل الواقعة جنوب بغداد، يخصص جعفر سلمان عيدان وقته لجمع السيارات الكلاسيكية القديمة. من بين هذه السيارات الفاخرة «رولز رويس» و«بيجو» و«دودج» و«كاديلاك». يحمل حبه للتراث العراقي دافعه للحفاظ على هذه السيارات التي تضفي جواً من الفرح على سكان المنطقة.

في متجره لقطع غيار السيارات، الواقع بالقرب من مدينة الإسكندرية على بعد 60 كيلومتراً جنوب بغداد، يعرض جعفر مجموعته المميزة من السيارات الكلاسيكية، بما في ذلك سيارات السباق ذات الألوان الزاهية الجذابة.

يمتلك جعفر، الذي في عقده الخامس، مجموعة مكونة من حوالي 10 سيارات، تشمل السيارات الرياضية الأميركية والأوروبية الفاخرة، بعضها يعود إلى عقد الثلاثينات والبعض الآخر إلى الستينات، ويعتبرها كنوزاً ثمينة لا يفرط فيها بسهولة.

من بين سياراته المميزة، توجد سيارة «فورد» زرقاء، بجوار سيارة «MG» صفراء وسوداء وسيارة «أولدزموبيل» الوردي أنيقة. يقول: «أعشق السيارات الكلاسيكية القديمة وحريص دوماً على التراث العراقي والحفاظ عليه».

جعفر يستورد بعض قطع الغيار التي يحتاجها لصيانة السيارات من الولايات المتحدة، ويستغرق وصولها عادة أربعة أو خمسة أشهر. يشير إلى أن سيارة «رولز رويس» بألوانها البيج والأحمر، التي تعود لعام 1934، لا تزال تحمل لوحة تسجيل العهد الملكي.

يتفاخر جعفر باللوحة الملكية التي تعود إلى فترة سابقة، ويشير إلى رفضه تغييرها بسبب قيمتها التاريخية، رغم أن الإجراء الإداري يفرض تغيير اللوحات كل بضع سنوات.

بعض السيارات القديمة التي يمتلكها تكلف حوالي 15 ألف دولار، وتحتاج إلى ترميم وصيانة قبل عرضها للبيع، حيث يمكن تسويق بعض السيارات بعد التأهيل مقابل نحو 50 ألف دولار أو 60 ألف دولار.

يتباهى جعفر بسيارته «ديسوتو» (كرايسلر) موديل 1948 التي كانت مملوكة للملك فاروق ملك مصر والسودان سابقاً. رجل هاوٍ قد عرض عليه 140 ألف دولار لشرائها، لكن جعفر رفض البيع نظراً لقيمتها التاريخية.

يشير إلى امتلاكه خمس سيارات نادرة لا توجد في جميع أنحاء العراق. وأول سيارة اقتناها كانت «شيفروليه» موديل 1958، كانت تعود للمطربة العراقية الشهيرة عفيفة إسكندر.

يلجأ جعفر إلى ميكانيكيين وحرفيين متخصصين لصيانة السيارات، وأحياناً يضطر للتوجه إلى بغداد التي تبعد عنه ساعة لإجراء الترميمات. لا يتردد أيضاً في استدعاء متخصصين من الموصل عند الحاجة، على بعد خمس ساعات شمالاً.

بغض النظر عن صعوبة إصلاح هيكل السيارة أو الحصول على قطع الغيار اللازمة، يزول التعب عندما تظهر السيارة في أفضل حالاتها بعد الصيانة. يجذب انتباه المارة، الذين يتوقفون لالتقاط صور سيلفي مع سيارته أثناء مرورها في الطريق.

يرى سلمان أن الحماس والشغف بهذه السيارات يزرع السعادة بين الناس، من كبار وصغار، أثناء تجولهم بها في الشوارع، معلقاً: «إن مشاهدة الابتسامة والفرحة على وجوه الناس هو أكثر ما يحفزنا للاهتمام بهذه السيارات.»


مواد متعلقة