رسالة مودة إلى والدة الشيوخ مستلهمة من ثوب لا يُبهت بريقه

الأربعاء 04 يونيو 2025 - 06:21 م

رسالة مودة إلى والدة الشيوخ مستلهمة من ثوب لا يُبهت بريقه

ليلى زكريا

بلمسة أنيقة تجمع بين الوفاء للتراث وتعزيز مكوناته، حرصت المصممة الإماراتية، شيخة الغيثي، على إبداع فستان زفاف مستوحى من ثوب زوجة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم. هذا الثوب حقق شهرةً واسعة في الفترة من عام 1971.

الفستان الذي أثار الإعجاب خلال مبادرة العرس الجماعي "زفة حراير" لم يكن فقط زيّ زفاف، بل زاوج بين الحديث والتراث. إذ أنه استلهم من صورة نادرة للشيخة هند، ووفقاً للغيثي، كان من أكبر التحديات العثور على قماش مشابه للفستان الظاهر في تلك الصورة القديمة.

وأضافت المصممة أن تحويل الثوب إلى فستان زفاف راعى جوهرة الأصلي، مع ما يطلب من فخامة في مثل هذه المناسبات. وتمكنت من الإبقاء على الطابع الكلاسيكي في التصميم لتحافظ على البساطة والجاذبية في آن واحد.

واعتمدت في التصميم على استخدام الكريستالات لإضفاء لمسة جذابة، دون الإسراف في الخياطة اليدوية، محاكية بذلك طريقة "السهل الممتنع". ولم يقتصر الأمر على الفستان بل شمل إعادة تصميم "المدخن" الذي ظهر في ذات الصورة، بأيدي المصمم الإماراتي خليفة الفلاسي.

وصف العرض الاستثنائي للفستان في "زفة حراير"، بأنه لم يكن متوقعًا مما أثار الإعجاب الكبير من الحضور. شيخة الغيثي أكدت أن هذا الجهد كان إفادة رائعة لتجمع العراقة والحداثة في تصميم واحد.

وأظهر الفستان ترحيباً كبيراً في "ليالي الإمارات الثقافية بالكويت"، حيث لاقى تقديرًا كبيرًا من الحضور، مؤكداً على أهمية المحافظة على التراث الثقافي بطريقة معاصرة.

وأكدت الغيثي أنها سارت في مسيرة طويلة منذ 2008 للتركيز على تجديد الثوب الإماراتي بلمسة حديثة، خاصة في الأعراس الجماعية حيث اعتادت المساهمة. مبرزة أهمية استعارة ما يجب تغييره لتحافظ على الأصالة.

وتواجه التصميمات التراثية اليوم صعوبة في إيجاد أقمشة تقليدية جيدة تجمع بيناصيل الجودة واللون الحديث. وهذه العقبات بحاجة إلى إبداع المصممات الحقيقي في تطوير التصميم التقليدي.

الغيثي تطمح لإيصال تصاميمها إلى مستوى عالمي، لكنها تؤمن أن النجاح الحقيقي يبدأ ببصمة مميزة تظهر الموروث الثقافي الإماراتي بطريقة مميزة. وقالت أن دعم المرأة في الإمارات ومساعدتها على النجاح في مختلف المجالات، تعد من الأمور التي تجعل من حرص المصممات على إبراز الذات بوقف قوي مساعد لهم في الوصول للعالمية.

وجهت الغيثي رسالة إلى المصممات اليافعات: "لا تستعجلن النجاح، العمل الجاد والجودة هي المفتاح. كنّ مميزات واحتفظن بأسلوب مميز خاص بكن."

حول تفاعل الجيل الجديد مع اللباس التقليدي، أكدت الغيثي أن التراث يلعب دوراً مهماً في إبراز جمال الفتيات، معتبرة أن الأجيال الجديدة بدأت تدرك أهمية الهوية في المناسبات الخاصة.

الغيثي قالت أن التحدي الأكبر كان العثور على قماش مشابه للفستان التاريخي ووضعت رسالة واضحة للمصممات: النجاح يتطلب صبر وثبات.


مواد متعلقة