الإمارات تواصل دعم السودان إنسانياً ودبلوماسياً

الجمعه 14 نوفمبر 2025 - 05:34 م

الإمارات تواصل دعم السودان إنسانياً ودبلوماسياً

عبد الله الغافرى

تواصل دولة الإمارات إلتزامها بموقفها الثابت تجاه الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، من خلال رسائل واضحة تجمع بين الإدانة الحازمة للانتهاكات والدعوة لوقف الحرب بشكل فوري، مع التأكيد على ضرورة حل سياسي يقوده المدنيون. منذ الأيام الأولى للأزمة، شددت الإمارات على ضرورة حماية المدنيين ووقف استهداف الأحياء السكنية، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات والجرائم التي تشهدها السودان يومياً. في 9 يونيو 2024، أدانت الإمارات الهجمات ضد المدنيين في مدينة الفاشر ووصفتها بتصعيد خطير وانتهاك للقانون الدولي، مطالبة بفتح الممرات الإنسانية وحماية المدنيين بشكل عاجل. وفي 14 فبراير 2025، أدانت الإمارات عبر وزارة الخارجية استخدام الأسلحة الكيميائية في غرب دارفور، معتبرة ذلك جريمة حرب لا يمكن التغاضي عنها، مؤكدة على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الممارسات. وترى الإمارات أن استمرار العمليات العسكرية سيزيد من معاناة السودانيين والأزمة الإنسانية، وهو الموقف الذي أكدته في مجلس حقوق الإنسان في 3 مارس 2025، داعيةً لوضع حد للانتهاكات وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي. وتتمسك الإمارات بموقفها القاضي بأن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الأزمة، ودعت عبر مشاركتها في اجتماعات جرت في جدة والمنامة وجنيف وواشنطن لحل سياسي يضع مصلحة الشعب السوداني كأولوية. ورحبت الإمارات في 12 سبتمبر 2025، ببيان "الرباعية" التي تضم الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر، معتبرةً اياه نقطة تحول لإطلاق عملية سياسية جديدة، وداعمةً له بهدف تخفيف معاناة السودانيين ووقف التصعيد. شددت الإمارات على ضرورة تحقيق هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، وهي مبادرة أعلنتها في 5 أبريل 2025، لفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية في ظل حاجة 25 مليون شخص داخل السودان إلى مساعدات عاجلة. امتد الدعم الإماراتي ليشمل مساعدات إنسانية وتنموية ضخمة للسودان من 2014 إلى 2025 بما يقارب 3.9 مليار دولار، وإرسال أكثر من 122 طائرة شحن محملة بمواد إغاثة وبناء مستشفيات ميدانية لدعم اللاجئين السودانيين. قدمت الإمارات مساعدات لما يزيد عن 650 ألف شخص في السودان، بينها توفير مولدات كهرباء وإمدادات غذائية لآلاف الأسر، وأطلقت في نوفمبر 2024 حملة لتوفير سلال غذائية ضمن جسر جوي شمل 14 رحلة. أوضحت الإمارات أن دعمها للسودان ليس مرتبطا بظروف النزاع فقط، وإنما يأتي ضمن التزام طويل المدى لدعم التنمية والتعليم والبنية التحتية، وشاركت في مشاريع تعزز استقرار السودان قبل اندلاع الحرب. أعربت الإمارات عن قلقها من حملات التضليل الإعلامي التي تشوه الحقائق في النزاع السوداني، ودعت إلى مواجهة خطاب الكراهية ودعم إعلام مسؤول يعزز مسار السلام، محذرة من خطر التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة. شكلت هذه المواقف رؤية إماراتية واضحة في دعم الشعب السوداني ورفض الحرب والدفع نحو حلول سياسية، مؤكدة على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية وتعزيز المسار الانتقالي بقيادة مدنية.

مواد متعلقة