ترامب: تجاهل الدستور الأميركي ورفض السلطة القانونية والديمقراطية

الأحد 11 مايو 2025 - 03:11 ص

ترامب: تجاهل الدستور الأميركي ورفض السلطة القانونية والديمقراطية

ناصر البادى

تسبب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بجدل كبير الأسبوع الماضي عندما خالف قواعد تعتمدها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. في مقابلة على قناة "إن بي سي"، أشار إلى شكوكه حول حماية المواطنين غير الأمريكيين بالإجراءات القانونية المنصوص عليها بالتعديل الخامس. وعندما سُئل عن التزامه بالدستور، قال ببساطة: "لا أعرف".

جاءت هذه التصريحات في ظل تدهور ملحوظ في الثقافة السياسية الأمريكية منذ تولي ترامب لمنصبه. حيث أثار العديد من الجدل بحركات مبتكرة وغير مسبوقة. وقبل أيام من هذه التصريحات، نشر ترامب صورة ذكاء اصطناعي لنفسه مرتديًا زي "البابا".

وفي حديث مع رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، أكد ترامب أن الزمن سيثبت ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على ضم كندا، مما أثار مزيدًا من الجدل. كما زعم أن الولايات المتحدة لا تحتاج لأسواق الآخرين وأن الرسوم الجمركية توفر المال. وطرح اقتراحات غريبة مثل ضريبة على الأفلام الأجنبية بنسبة 100% وإعادة فتح "سجن ألكتراز".

حذر الكثيرون، منذ إعادة انتخاب ترامب، من أن ولايته الثانية قد تشهد تغييرات جذرية تشبه الثورة الثقافية الصينية. حيث تمثل هذه المرحلة بالنسبة للبعض بداية فوضى جديدة، قد تكون مدمرة كما كانت في عهد ماو تسي تونغ في الصين.

ورغم التشكيك في المقارنة بين الأحداث الحالية والثورة الثقافية الصينية، إلا أن هناك مخاوف من إمكانية نشوب صراعات داخلية خطيرة أو أن تقود تكتيكات الإدارة الجديدة لتدمير النظام الأمريكي بأسره.

وبينما تختلف أسس النظام السياسي كل من الولايات المتحدة والصين، فإن الاختلافات الأساسية لم تمنع البعض من استخلاص تشابهات بين الانهيار السياسي المحتمل في واشنطن وما حدث في الصين ستينيات القرن الماضي. ويعتقد بعض الخبراء أن الولايات المتحدة قد تسير على نفس الطريق، وهو أمر يبعث على القلق.

وفي حين أن النظام القانوني والسياسي في الولايات المتحدة يواجه تحديات، فإن المحاكم الأمريكية والمجالس التشريعية تلعب دورًا في وقف التعديات المحتملة على الديمقراطية حسبما يرون. رغم ذلك، البعض غير متفائل بقدرة هذه المؤسسات على التصدي للتغييرات الكبيرة التي يسعى إليها ترامب.

وبينما تشمل الخطط الطموحة التي تنتظرها الإدارة الجديدة مزيد من النفوذ على النظام، فإنه من المهم أن تستعد الأمة لمواجهة تلك التحديات بطرق مرنة ومبتكرة. حتى يتمكن الأمريكيون من حماية الديمقراطية التي عملوا على بنائها عبر قرون.

ومن العبر المستفادة من هذه التجربة هو أن المجتمع والدولة يجب أن يظلوا مستعدين لمواجهة الأخطار والتهديدات التي قد تعترض طريق النظام الديمقراطي. وأخيرًا، يبقى الأمل في أن يؤدي وعي الشعب الأمريكي وإرادته لجعل البلاد أقوى وأقدر على التصدي للتحديات المستقبلية.


مواد متعلقة