4400 قصة إنسانية لتضحيات العاملين في القطاع الصحي
الإثنين 12 مايو 2025 - 12:34 ص

تحتفل الإمارات باليوم العالمي للتمريض، الذي يوافق 12 من مايو كل عام، لتسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمهنة التمريض وجهود "ملائكة الرحمة". يأتي هذا الاحتفال احتفاءً بمكانتهم الجوهرية في دعم نظم الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة في الدولة.
وفي إطار هذه الجهود، تولي "دبي الصحية" اهتماماً كبيراً لأبطال خط الدفاع الأول في الرعاية الصحية من كوادرها التمريضية المتميزة. تسعى إلى تقدير دورهم الحيوي في تقديم خدمات الرعاية الصحية بهدف تعزيز صحة أفراد المجتمع، وذلك في مستشفياتها ومراكزها، متماشية مع التزامها الراسخ بعهد "المريض أولاً".
أوضحت "دبي الصحية" لـ"الإمارات اليوم" أن الكوادر التمريضية عالية التأهيل التي تعمل ضمن منشآتها يبلغ عددها أكثر من 4400 ممرض وممرضة، من بينهم 120 من الكوادر الإماراتية. هذا العدد يمثل ثلاثة أضعاف العدد الذي كان موجوداً في عام 2022، إذ كان آنذاك يقدر بـ40 ممرضاً، بزيادة نسبتها 200% خلال ثلاث سنوات، مما يعد مؤشراً واضحاً إلى التقدم المحرز في توطين هذه المهنة الحيوية والعناية بالكوادر التمريضية المحلية وتأهيلها.
تبرز "دبي الصحية" بوصفها أول نظام صحي أكاديمي متكامل في إمارة دبي، وتُعتبر نموذجاً رائداً يجسد رؤية الإمارة واستراتيجيتها الرامية إلى تطوير مهنة التمريض والقبالة باعتبارها عنصراً أساسياً في تعزيز جودة الرعاية الصحية واستدامتها. تركز استراتيجياتها على التوطين وتوفير فرص النمو والتدريب التخصصي للكوادر التمريضية، ضمن منظومة صحية متكاملة تستند إلى أربع ركائز أساسية هي: الرعاية، التعلم، الاكتشاف، والعطاء.
إلى جانب تركيزها على التوطين، تدرك "دبي الصحية" أن مهنة التمريض الإنسانية هي أعلى من مجرد حدود جنسية. فالتمريض يتجسد في التفاني والخبرة والعطاء، حيث تتكون فرق التمريض في مستشفياتها من ممرضات وممرضين متعددين الجنسية، مما يعكس مكانة دبي كمركز عالمي للرعاية الصحية المتقدمة.
كما قام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بتوجّه مؤخراً بإعادة تسمية كلية التمريض والقبالة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية لتصبح "كلية هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم".
أكد عدد من الكوادر التمريضية لـ"الإمارات اليوم" أن التمريض ليس مجرد مهنة؛ بل هو رسالة إنسانية تُمكّنهم من التواصل العميق مع المرضى وذويهم، وفهم حالتهم، والتأثير إيجاباً في حياتهم. يشيرون إلى أنهم لا يكتفون بعلاج الأمراض فقط، بل يرافقون المرضى في رحلتهم نحو الشفاء. كما عبّروا عن تقديرهم للحظات البسيطة التي تمنحهم منها أعظم المكافآت، مثل رؤية الخوف يتلاشى من عيني طفل بعد لمسة طمأنينة أو ابتسامة مريض تعافى.
قال أول ممرض إماراتي مسجل في "دبي الصحية" ويعمل في وحدة العناية القلبية في مستشفى راشد، محمد العبدولي، إن روح الفريق والهدف المشترك يمنحان مهنة التمريض معنى أعمق. وأكد: "نحن لا نُعالج الأمراض فقط، بل نُرافقهم في رحلتهم نحو الشفاء. لطالما شعرت بدافع قوي لمساعدة الآخرين، ومنحني التمريض الفرصة لإحداث فرق إيجابي في حياة الناس كل يوم".
مديرة التمريض بالإنابة في مستشفى الجليلة، يسر حمد، أشارت إلى أن أعظم المكافآت في مهنة التمريض تُولد من أبسط اللحظات الإنسانية. وقالت: "ما يمنحني الدافع للاستمرار كل يوم هو تلك الابتسامة التي نرسمها على وجوه مرضانا وعائلاتهم. فقبل يوم زرت طفلاً كان يتعافى من عملية جراحية، وبعد 10 أيام قضاها في العناية المركزة، ابتسم لي للمرة الأولى، وفي تلك اللحظة شعرت وكأنني أملك العالم".
أما مسؤولة وحدة التمريض في قسم التوليد بمستشفى دبي، شهرزاد شريفي، فقالت: "وجدت في مهنة القبالة رسالة تُلبّي شغفي بخدمة المرأة ودعمها في لحظات تأثيرية بحياتها. وقد أتيحت لي في دبي الصحية تطوير مسيرتي قابلة إكلينيكية ومرشدة ومدربة لطلبة القبالة، إلى جانب فرصة المشاركة في مؤتمرات محلية ودولية، وهذا يجعل عملي هنا تجربة فريدة ومؤثرة".
من جهته عبّر مسؤول وحدة الطب النفسي وخدمات الصحة النفسية المجتمعية، علي الخالدي، عن اختياره لمهنة التمريض قائلاً: "اخترت التمريض لأنه يمنحني فرصة للتواصل الإنساني مع المرضى وعائلاتهم، ولتمكينهم من فهم حالتهم والتأثير إيجاباً في حياتهم. وأنا سعيد بالبيئة الداعمة للتطور المهني التي وفّرتها دبي الصحية، فذلك شرط أساسي للاستمرار والنجاح".
وعن شعورهم بهويتهم كممرضين، قالت الممرضة في قسم الجراحة بمستشفى دبي، مروة الفلاسي: "التمريض بالنسبة لي رسالة لا مجرد مهنة. أشعر يومياً بأن أبسط لمسة رحمة تُحدث فرقاً كبيراً، وأنا فخورة بالعمل في بيئة داعمة ومحفزة، وضمن مؤسسة تعزز الأمان الوظيفي والعمل الجماعي، وتُعطي الأولوية لسلامة المرضى والتعلّم المستمر والرعاية ذات الجودة العالية".
في حين صرحت الممرضة في مستشفى الجليلة للأطفال، حصة العلي: "أدركت أن التمريض هو المهنة المناسبة عندما رأيت الخوف يتلاشى من عيني طفل بعد أن هدأته. كل ابتسامة صغيرة تعني لي الكثير، وتذكرني بقيمة ما أفعله كل يوم".
من جهتها قالت القابلة في مستشفى لطيفة، صابرين وهبة: "أعتز بانتمائي إلى فريق تمريضي يوازن بين التميز السريري والرحمة الإنسانية. فدورنا لا يقتصر على الجانب الطبي فحسب، بل يشمل الدعم العاطفي، وتمكين المرأة في واحدة من أقوى لحظاتها الفارقة. هذا شيء أشعر بشغف حقيقي تجاهه".
وأضافت أنها اختارت مهنة القبالة لأنها تحترم عميقاً قوة المرأة وصمودها أثناء عملية الولادة. وفي إطار جهودها لتكريم النماذج الملهمة في مجال التمريض، أطلقت "دبي الصحية" جوائز "ديزي" العالمية لأول مرة على مستوى منشآتها الصحية، بهدف تسليط الضوء على قصص العطاء والتفاني الاستثنائي في رعاية المرضى، بما يعكس التزامها بنشر ثقافة التقدير والاعتراف بجهود العاملين في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية.
الكوادر التمريضية لـ"الإمارات اليوم" ترفع شعارًا مفاده: حين يبتسم مريض بعد ألم، نعلم أن وجودنا يصنع الأمل. مع 120 إماراتياً يرسمون ملامح مستقبل التمريض، تظل "دبي الصحية" تعزز جهود التوطين في المهنة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا