زيادة غير مسبوقة في أعداد المجندين بالجيش الأميركي

في ظل الأزمة التي تواجه الجيش الأميركي مؤخراً والمرتبطة بنقص الكوادر الذي يعتبر الأخطر منذ خمسين عاماً، يشهد قطاع التجنيد العسكري تحسناً ملحوظاً.

ينسب الرئيس دونالد ترامب هذا التعافي إلى تعزيز الروح الوطنية عقب انتخابه وما وصفه بجهود قادة البنتاغون الجدد في التخلص مما أطلق عليه «الأفكار الغريبة» في صفوف الجيش.

من جهة أخرى، يرى محللو الدفاع أن هناك عوامل أخرى تساهم في هذا التحسن، منها زيادات الرواتب وتسريع إجراءات الحصول على الجنسية وبرامج لتأهيل المجندين.

يؤكد مسؤولو البيت الأبيض ضرورة فهم ودراسة التحسن الراهن للحفاظ عليه، وأعلن البنتاغون في يونيو تشكيل فريق عمل لدراسة وتحليل التجنيد العسكري.

صرح شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، في مؤتمر صحفي في يونيو أن أعداد المجندين مقبولة في الوقت الحالي، ولكن سيظل التحدي قائماً في المستقبل.

تواجه القوات المسلحة الأميركية تحديات عدة حيث فشلت في تحقيق أهداف التجنيد بنسبة 25% خلال السنة المالية 2022، ولم تتمكن من استقطاب سوى 45 ألف جندي جديد بدلاً من 60 ألفاً المستهدفين.

ولهذا حدد المحللون أن أحد الأسباب الرئيسية احترازات الجائحة التي عطلت التدريب الأساسي وأغلقت المدارس والجامعات.

قالت كاتي هيلاند، مسؤولة التجنيد في البنتاغون، إن العودة للمجتمع وبناء العلاقات من جديد تستغرق وقتاً طويلاً.

أظهرت النتائج أن درجات الاختبارات العسكرية انخفضت وارتفع معدل السمنة والتشخيصات النفسية بين المتقدمين بسبب تأثيرات الجائحة.

تفيد التقارير بأنه منذ تأثر الشباب بعوامل متعددة، فإن ثلاثة أرباعهم بين أعمار 17 و24 لا يمكنهم التأهل للخدمة العسكرية دون استثناءات.

في استطلاع نشر في مارس، أعرب 87% من الشباب عن عدم رغبتهم في الخدمة العسكرية، كما أعربوا عن مخاوفهم من التأثير النفسي والإصابة الجسدية.

وتشير الدراسات إلى أن الشباب قدروا خيارات أخرى في القطاع الخاص بسبب البطالة المنخفضة تاريخياً.

عزز انتخاب ترامب من إنعاش التجنيد وفقاً لتصريحات من مسؤولين بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي أعرب عن الحماس الكبير لقيادة ترامب في زياراته إلى فرنسا.

شهدت أرقام البنتاغون نمواً في تجنيد المجندين الجدد ابتداءً من عام 2023، حيث وافق الكونغرس على زيادات متتالية في الرواتب.

أطلق الجيش دورات تحضيرية للمجندين من عام 2022 لمعالجة آثار العزلة أثناء الجائحة، وأدخلت البحرية نفس الآلية لاحقاً.

تفاعل الكونغرس والجيش مع السياسات لرفع الرواتب الأساسية للجنود بنسب وصلت إلى 5.2% سنوياً وزيادة إضافية للمجندين الجدد في 2023.

أكدت زيادة الرواتب مرة أخرى على مستوى بلغ 28000 دولار سنوياً بحلول 2025 للمجندين الجدد.

تشهد القوات العسكرية فائضاً في المتقدمين يبلغ 11000 فرد ينتظرون التدريب الأساسي، مما يدل على تحسن واضح في جهوزية الجيش.

يركز المحللون في الوقت الحالي على مسار تجنيد النساء والأقليات وهو ما قد يتأثر برؤى إدارة ترامب حول التنوع والشمول.

كما تطلق البحرية تخصصات جديدة مثل الروبوتات لجذب الشباب وتحاول تحسين ظروف حياة البحارة لتعزيز التوظيف.

اعتمد البنتاغون على حملات التواصل الاجتماعي لاستهداف المؤثرين في سبيل تحسين موقفهم تجاه الخدمة العسكرية.