التوترات تتصاعد حول موارد المياه بين أفغانستان ودول الجوار
الإثنين 18 أغسطس 2025 - 06:32 ص

طوال أكثر من أربعة عقود من الحرب، عانت أفغانستان من السيطرة المحدودة على الأحواض الخمسة الكبرى التي تمتد وتغذيها بالمياه من دول أخرى في وسط آسيا.
عندما عادت "طالبان" إلى السلطة في عام 2021، بذلت جهودًا لترسيخ سيادتها على الموارد المائية في البلاد. وعلى الرغم من أن أفغانستان هي واحدة من الدول الأكثر تأثراً بتداعيات التغير المناخي، إلا أن الإصرار كان كبيرًا.
الجفاف المتزايد وارتفاع درجات الحرارة يهدد الأنهار الجليدية والقمم الثلجية. ولهذا السبب، أعلنت سلطات "طالبان" عن مشاريع طموحة تتضمن مشروعات مائية تثير التوترات مع الدول المجاورة.
لم تحصل "طالبان" إلا على دعم من روسيا على صعيد الاعتراف الدولي، بينما التحديات المشتركة المرتبطة بمسألة المياه ما زالت قائمة.
على سبيل المثال، وقعت أفغانستان معاهدة مياه مع إيران في عام 1973 تتعلق بنهر "هلمند". رغم ذلك، لم تُطبق هذه المعاهدة حتى الآن، وتستمر التوترات بسبب السدود في جنوب أفغانستان.
تؤكد إيران التي تعاني من الجفاف الشديد أن السدود الأفغانية تقيد تدفق نهر "هلمند" نحو إحدى بحيراتها. بينما تقول كابول إن نقص المياه ناتج عن التغير المناخي. وتضيف سلطات "طالبان" أن الإدارة السيئة للمياه في الماضي منعت أفغانستان من الحصول على حصة عادلة.
أما بشأن نهر "هاريرود" الذي تتقاسمه إيران وكابول وصلاً إلى تركمانستان، فإن التوترات لا تزال محدودة. مع احتمال تغير الوضع إذا قررت سلطات "طالبان" توسيع البنى التحتية على الجهة الأفغانية من النهر.
في آسيا الوسطى، أثيرت مخاوف منذ عام 2021 تتعلق بنهر "آمو داريا" الذي يعد حيويًا للمنطقة. حيث يتم تقاسمه بموجب اتفاقات سوفييتية قديمة.
مشروع قناة "قوش تيبا" الأفغاني، الذي من المتوقع أن يحول 21% من مياه "آمو داريا" لري الأراضي في شمال أفغانستان، يثير قلق أوزبكستان وتركمانستان على حد سواء.
علق الخبير الأفغاني في إدارة المياه قائلاً: "حتى الآن لا يعد الخطاب الودي حاسمًا، لكن عند تشغيل القناة، ستبدأ التداعيات". سلطات "طالبان" تؤكد أن المشروع لن يؤثر بشكل كبير على منسوب مياه "آمو داريا".
وفقًا لمدير المشروع، فإن المشروع سيسهم في ري المحاصيل وضمان الأمن الغذائي. حيث قال: "كمية المياه كافية، خصوصًا عندما يفيض 'آمو داريا' بسبب ذوبان الجليد".
وفيما يخص باكستان وأفغانستان، فإن المياه لم تكن سببًا رئيسيًا للتوتر. رغم انه لا توجد بين البلدين آلية تعاون فعلية، إلا أنهما يتقاسمان نهر "كابو".
كابول تأمل تحسين إدارة مواردها المائية والاستفادة منها بشكل أفضل بعد مشاريعها القديمة واستثماراتها الجديدة. ولكن تحقيق تلك المشاريع قد يحتاج لسنوات بسبب نقص التمويل والمعرفة التقنية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا