الشمال الأوروبي يُعاني من موجة حر شديدة بسبب تغيّر المناخ

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 04:22 ص

الشمال الأوروبي يُعاني من موجة حر شديدة بسبب تغيّر المناخ

ناصر البادى

قال الباحثون إن موجة الحر التي ضربت الشمال الأوروبي في يوليو الماضي، أصبحت أشد جراء أزمة المناخ، وهذا يدل على أنه لا يوجد بلد بمنأى عن تغير المناخ.

تتميز النرويج والسويد وفنلندا بمناخ بارد عادة، لكنها واجهت ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، بما في ذلك تسجيل رقم قياسي في فنلندا بلغ 22 يوماً بدرجات حرارة تتجاوز 30 درجة مئوية.

وشهدت السويد 10 أيام متتالية من الليالي الاستوائية، حيث لم تهبط درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية.

وأوضح العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن حرق الوقود الأحفوري زاد من احتمال حدوث موجة الحر، وزادت حرارتها بدرجتين مئويتين، وأشارت بعض البيانات إلى أن موجة الحر ما كانت لتحدث لولا الانهيار المناخي.

أحدثت الحرارة تأثيرات واسعة النطاق، حيث امتلأت المستشفيات بالمصابين، وألغيت بعض العمليات الجراحية المخططة بسبب الحرارة، وزادت حالات الغرق مع زيادة في السباحة وازدهار الطحالب السامة.

اندلعت مئات الحرائق في الغابات، وسجلت حالات إغماء كثيرة خلال الاحتفالات المحلية، وفي الموجة الحارة الأخيرة في 2018، توفي 750 شخصاً في السويد وحدها، ويتوقع العلماء حصيلة متماثلة قريباً.

كما تأثرت الحياة البرية أيضاً، خاصة حيوان الرنة في شبه الجزيرة الاسكندنافية؛ الأمر الذي أدى لنفوق بعض الحيوانات ودخول أخرى المدن بحثاً عن الظل.

تم حث السائقين على الانتباه لحيوانات الرنة التي قد تحاول البقاء في أنفاق الطرق للهرب من الحرارة.

شهدت مناطق بأكملها في نصف الكرة الشمالي موجات حر في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا وكرواتيا، حيث دمرت الحرائق مساحات شاسعة من الغابات.

وصرحت عالمة المناخ فريدريكه أوتو أن حتى الدول الإسكندنافية الباردة نسبياً تواجه اليوم موجات حر خطرة، مؤكدة على أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية، يجعل كل دولة عرضة لتذبذب المناخ.

وحذرت أيضاً من أن حرق الوقود الأحفوري يعمل على قتل الناس اليوم، داعية إلى وقف استخدامه والاتجاه إلى الطاقة المتجددة.

ستصبح موجات الحر المتكررة في شمال أوروبا أكثر شيوعاً بخمس مرات بحلول عام 2100 إذا استمر ارتفاع حرارة الغلاف الجوي على نفس الوتيرة.

قالت الخبيرة السويدية مايا فالبيرغ إن البنية التحتية في الشمال ليست مبنية لتحمل درجات حرارة عالية، وأن السكان المسنين في خطر متزايد.

وأضافت أنها رصدت غزالاً بقي في رقعة ظل لمدة ثلاثة أيام دون أن يتحرك، في مؤشر على الضغط الناتج عن الحرارة.

أكدت دراسة أن كل زيادة صغيرة في درجات الحرارة العالمية لها تأثير كبير على احتمال حدوث موجات حر، ما يبرز أهمية كل جزء من الدرجة.

وصفت الدكتورة كلير بارنز الوضع بأن تغيير المناخ يعيد صياغة العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري.

ذكر الأستاذ إريك كيلستروم أن الليالي الاستوائية أصبحت أشد وضوحاً، مشيراً إلى حالة غير مسبوقة في شمال السويد.

كذلك علقت الخبيرة النرويجية أمالي سكاليفوغ على الخطر الذي تمثله الليالي الحارة على من يعانون مشكلات صحية.

تهدد موجات الحر أيضاً حيوانات الرنة وسبل عيش السكان الأصليين الذين يعتمدون عليها منذ أكثر من ألف عام.

وقالت فالبيرغ إن تغير المناخ يشكل قضية تتعلق بحقوق الإنسان، مهددةً بحقوق السكان الأصليين في نمط حياتهم المستدام.


مواد متعلقة