والد ضحية حادث طريق عُمان: نصحته بعدم السرعة قبل الحادث بساعات

قال غريب علي اليماحي، وهو أب مفجوع بوفاة ابنه الشاب راشد الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وزوجته جواهر محمد اليماحي التي كانت تبلغ من العمر 21 عاماً، وأمها خديجة علي اليماحي والتي تبلغ 51 عاماً، في حادث مؤسف على أحد الطرق في سلطنة عُمان. لقد كان آخر ما قاله لابنه قبل انطلاقه في رحلته: "لا تسرع.. وتحمّل في الدرب". وللأسف، لم يكن يعلم أن هذه النصيحة ستكون الأخيرة.

وأسفر الحادث، إلى جانب الوفيات، عن إصابة تسعة أشخاص، من بينهم حفيدته روضة التي تبلغ من العمر سبعة أشهر، وكذلك صبيحة شقيقة زوجته التي تبلغ 15 عاماً.

وأشار الوالد اليماحي إلى أن راشد تواصل معه بعد صلاة الفجر ليخبره بأنهم متوجهون إلى سلطنة عمان، وبالطبع لم يكن يتوقع سماع خبر الحادث بعد ذلك بساعات عبر وسائل الإعلام. وقد حاول الاتصال بهم مراراً دون جدوى حتى تأكد من الفاجعة.

وأكد اليماحي على أهمية الاستماع لنصائح الوالدين وضرورة العمل بها، مشدداً على أن الآباء ينبهون أبناءهم بدافع الحب والخوف عليهم.

ورغم الألم، قررت العائلة التحلي بالصبر والتركيز على متابعة الحالة الصحية للمصابين الذين نُقلوا من مستشفى عمان إلى مستشفيات الدولة، بما فيهم حفيدته الرضيعة روضة المصابة بكسور، وصبيحة التي خضعت لعملية جراحية في مستشفى راشد.

أوضح الوالد غريب اليماحي أن حالة المصابتين مستقرة وبدأت تتحسن تدريجياً، كما ذكر أن ستة من المصابين قد غادروا المستشفى بعد تحسن حالتهم.

وأكد على أن راشد كان شاباً طيب القلب وذو أخلاق رفيعة، حيث كان يبني منزلاً لأسرته بجهوده، إلا أن القدر شاء أن يكرمه بمنزل في الجنة.

إضافةً لذلك، كان معروفاً بأعماله الخيرية التي كان يقوم بها سراً مثل توزيع الماء في المساجد دون علم أحد.

وجه عم الفقيد، جمعة علي اليماحي، نداءً للشباب لتجنب السرعة والتهور وأثناء القيادة، سواء داخل الدولة أو خارجها، مشيداً بدور الجهات المعنية في التوعية بأهمية القيادة الآمنة.

وقد أضاف بأن الحذر لابد منه خصوصاً في الطرق الجبلية غير المجهزة، ونصح بأخذ استراحة خلال الرحلات للحد من عناء القيادة ليلاً.

ذكر أهمية الاستفادة من تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تودي بحياة عائلات بأكملها، داعياً لترك مسافات آمنة بين المركبات.

وقع الحادث بحسب ما نشرته شرطة عمان السلطانية بين ثلاث مركبات على طريق السلطان سعيد بن تيمور في محافظة ظفار، مما أدى إلى وفاة خمسة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة.

أشار اليماحي إلى أن ابنته "روضة" ابنة "راشد"، و "صبيحة" لا تزالان تتلقيان العلاج وحالتهما مستقرة.