زوج مهووس بتصوير زوجته يُبرأ في دبي

في واقعة قضائية غريبة، استمر زوج أوروبي الأصل في خوض معركة قضائية أثارتها زوجته ضده، متهمة إياه بانتهاك خصوصيتها عبر تصويها داخل المنزل في مواقف غير لائقة دون موافقتها، واصفة إياه بأن لديه نوع من الهوس.

وعلى إثر ذلك، قضت محكمة أول درجة في دبي بإدانة الزوج وفرضت عليه غرامة مبلغها 5000 درهم، وأحالت مطالبة الزوجة بالتعويض إلى المحكمة المدنية، إلا أنّ الزوج طعن على الحكم أمام محكمة الاستئناف التي رفضت طعنه، وأيّدت قرار المحكمة الابتدائية، الأمر الذي دفعه للجوء إلى محكمة التمييز التي نقضت حكم الإدانة، وأمرت ببراءته.

التفاصيل تشير إلى أن النيابة العامة في دبي وجهت إلى الرجل تهمة الاعتداء على خصوصية زوجته من خلال التقاط صور لها دون رضاها، وطالبت بمعاقبته وفق قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية. وأفادت الإجراءات أن الزوجة اشتكت للشرطة من قيام زوجها بتصويرها في أوضاع حساسة.

ووفقًا لتصريحاتها، كان زوجها يقوم بتسجيل اللحظات التي تكون فيها غضبانة أو باكية، معلّلة الأمر بكونه مهووسًا بتسجيل جميع تصرفاتها. وعلى الرغم من طلبها منه شفاهة وعبر الرسائل النصية بالتوقف عن ذلك، إلا أنه لم يستجب واستمر في تصويرها، مدعياً أن هذا من حقه كزوج.

وزادت الأمر سوءاً عندما قام الزوج بتثبيت كاميرات مراقبة في المنزل لمشاهدتها عن بعد، مدعيًا أن تركيبها كان لمراقبة العاملة المنزلية. ولكن عندما قامت الزوجة بإطفاء الكاميرات اتصل بها غاضبًا، وتأكدت أنه كان يراقبها هي وليس العاملة.

في أثناء المحاكمة، نفى الزوج جميع التهم، مؤكداً أن زوجته كانت ترسل له صورها، ووصف إدعاءاتها بالكاذبة، ودفع محاميه بحقيقة أن الاتهام كيدي بسبب خلافات زوجية بينهما. بينما كشف تقرير شرطة دبي وجود صور للزوجة على هاتفها.

وبرغم مناقشة القضية في المحكمة، فقد أقرّت محكمة أول درجة الهيئة بصحة أقوال الزوجة ووجدت أن الأدلة كافية لإدانة الزوج، مستندة إلى نتائج خبراء الأدلة الإلكترونية. ونتيجة لذلك، أدين الزوج وتمت تغريمه وتحويل قضية التعويض إلى المحكمة المدنية.

لم يتوقف الزوج عند هذا الحد، بل طعن على الحكم، موضحاً أن التصوير كان برضا زوجته وتحت إطار العلاقة الزوجية، مشدداً على أنه لم يكن ينوي انتهاك خصوصيتها. مع ذلك، أكدت محكمة الاستئناف صحة حكم أول درجة وقضت بتأييده.

وأخيراً، قُدم الطعن إلى محكمة التمييز التي قبلت طعنه وأمرت بنقض الحكم وإعلان براءته من انتهاك خصوصية زوجته.