عائق حُسن السيرة والسلوك أمام الحصول على الجنسية الأمريكية

الجمعه 22 أغسطس 2025 - 03:12 ص

عائق حُسن السيرة والسلوك أمام الحصول على الجنسية الأمريكية

ناصر البادى

في ظل التغيرات الجارية التي قد تؤثر على عدد الأفراد الذين يحصلون على الجنسية الأميركية، ركزت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أكبر على شرط "حسن السيرة والسلوك" للتجنس.

كان هذا المفهوم دائماً جزءاً أساسياً من قانون الهجرة الأميركي، إلا أن الإدارة الجديدة وسّعت نطاقه، مما يثير قلق البعض من أن يصبح الحصول على الجنسية أكثر صعوبة بالنسبة لمئات الآلاف من المهاجرين سنوياً.

لكي يكون الفرد مؤهلاً للحصول على الجنسية الأميركية، يجب أن يكون عمره على الأقل 18 عاماً، وأن يتمكن من القراءة والكتابة والتحدث باللغة الإنجليزية الأساسية، وأن يمتلك "حسن السيرة والسلوك".

التقليد كان يفترض استيفاء شرط حسن السيرة إذا لم يكن للمتقدمين سجلات جنائية خطرة. الموانع الدائمة مثل الإدانة بالقتل، أو الإبادة الجماعية والموانع المشروطة كالإدانات المتعددة بالقيادة تحت تأثير الكحول قد تحرم الشخص من التجنس.

نشرت مذكرة من دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية في 15 أغسطس غيرت هذا النهج. يجب على المسؤولين الآن إجراء "تقييم شامل" لشخصية المتقدمين، ليس فقط غياب الأفعال التي تفقد الأهلية، بل أيضاً مدى إسهام الشخص وسلوكه الإيجابي في المجتمع.

وفقاً للمذكرة، "يجب أن تعكس النتائج تقييماً إيجابياً حقيقياً لهوية الأجنبي وكيفية عيشه في مجتمعه".

تشجع السياسة الجديدة المسؤولين على النظر في مجموعة واسعة من الإسهامات الإيجابية مثل المشاركة المجتمعية، ورعاية الآخرين، والتحصيل التعليمي، والاستقرار في العمل، والامتثال للالتزامات الضريبية، ومدة الإقامة القانونية في الولايات المتحدة.

وتؤكد دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية أن هذه التدابير ستسمح للمسؤولين بمكافأة المتقدمين الذين يعكسون القيم المدنية والمسؤولية.

في الوقت نفسه، ستطبق الوكالة تدقيقاً أكبر على السلوكيات التي تعتبر غير مرغوب فيها اجتماعياً، مثل مخالفات المرور أو التحرش أو التحريض العدواني.

المتقدمون الذين لديهم تاريخ من تعاطي المخدرات أو إدانات متكررة بالقيادة تحت تأثير الكحول أو عدم الالتزام المالي قد يواجهون فحصاً أشد ما لم يثبتوا إعادة تأهيلهم.

يمكن للمتقدمين إثبات حسن سيرتهم من خلال الامتثال لأوامر المحكمة أو سداد الديون أو الضرائب أو تقديم شهادات مجتمعية توضح حسن السيرة.

متحدث باسم دائرة خدمات المواطنة والهجرة ماثيو تراجيسر أشار إلى أن الهدف هو تشجيع المسؤولية مضيفاً أن "الجنسية الأميركية هي معيار ذهبي ويجب منحها لأفضل الأشخاص".

تعد المراجعة الأكثر صرامة لـ"حسن السيرة والسلوك" جزءاً من سلسلة إجراءات تهدف لإصلاح نظام الهجرة الأميركي. وعلى الرغم من أن التركيز غالباً يكون على المهاجرين غير المسجلين، إلا أن الخطوات الجديدة تشمل أيضاً تقييد الهجرة القانونية.

من ضمن هذه الخطوات: تقليل قبول اللاجئين، وزيادة رسوم التأشيرات، وتعليق برامج اللجوء السابقة، وتطبيق إجراءات فحص صارمة، بما في ذلك مراجعة آلية حضور المتقدمين عبر الإنترنت.

تعتبر الإدارة هذه الإجراءات جهوداً لاستعادة نزاهة نظام الهجرة، إلا أن المنتقدين يرون أن هذه السياسات تقوض المبادئ التقليدية للإنصاف والشفافية، مما يجعل المعايير غير متوقعة وربما مسيسة.

المسؤول السابق بدائرة خدمات المواطنة والهجرة دوغ راند وصف الإجراءات بأنها تعقّد تعريف حسن الخُلق لتشمل السلوكيات غير المؤذية.

يعيش نحو 25 مليون مواطن مُجنس في الولايات المتحدة ويمثلون أكثر من نصف السكان المولودين في الخارج. ومع تقدم مئات الآلاف من المهاجرين بطلبات للحصول على الجنسية كل عام، قد يغير التوجه الجديد لدائرة خدمات المواطنة والهجرة مسار التجنس في السنوات القادمة. عن "إل بايس".


مواد متعلقة