صراع متأجج بين السكان الأصليين والبيض في بلدة أسترالية صغيرة

الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 - 08:17 م

صراع متأجج بين السكان الأصليين والبيض في بلدة أسترالية صغيرة

منى شاهين

أسهم تصوير بلدة أليس الصحراوية النائية في رواية بلدة مثل أليس، الأكثر مبيعاً في خمسينات القرن الماضي، في جذب مليون مهاجر بريطاني من وطنهم الذي يضربه الرياح، للجانب الآخر من العالم في موجة هجرة غيّرت وجه أستراليا.

باتت بلدة أليس بجمال طبيعتها نموذجاً لبلدة صغيرة مثالية، جذب جيل أنهكته الحرب. لكن بعد 75 عاماً، أصبحت أليس بؤرة قلقة، حيث الصراع بين السكان الأصليين والبيض. تنتشر العنصرية بشدة في أليس.

وسط هذا الغليان العنصري، دخلت الشابة أستا هيل، عمدة البلدة الجديدة، إلى هذه المحنة. بدأت هيل، البالغة من العمر 37 عاماً، طفولتها في هذه البلدة. وُلدت هيل لأبوين تصفهما بأنهما منبوذان أم دنماركية وأب إنجليزي.

بدأت حياتها في قرية موتيتغولو الصغيرة، حيث كان والداها يديران متجر القرية. انتقلت العائلة إلى أليس التي أصبحت بالنسبة لهيل مكاناً أرادت الهروب منه. تقول هيل: لم أستطع الخروج من هنا بالسرعة الكافية.

تم انتخاب هيل كعمدة للبلدة قبل ثمانية أسابيع. لكن هيل تمكنت من مغادرة بلدة أليس، ودرست وتفوقت، ثم تدربت كمحامية، وأصبحت مساعدة قاضٍ.

خدمت في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، حيث عملت على محاكمة زعيم صرب البوسنة رادوفان كارادزيتش بالإبادة الجماعية. ثم عملت محامية لحقوق الإنسان في جوهانسبرغ، قبل أن تنتقل إلى نيويورك لإكمال درجة الماجستير بمنحة دراسية.

نتيجة وقوع كارثة في بيتها، عادت إلى البلدة. غرق شقيقها، الموسيقي راولي (23 عاماً)، وهو يجدف في نهر البلدة. حزنت للغاية فعادت من نيويورك إلى منزل الأسرة.

عندما عادت إلى أليس سبرينغ قبل 10 سنوات، عملت كمدعية عامة في محكمة البلدة ومحامية دفاع عن الفئات الأضعف. تعترف هيل أحياناً بأنها شعرت بالتواطؤ مع نظام العدالة.

النظام في الإقليم الشمالي يسجن المجرمين بمعدل يقارب تسعة أضعاف معدل إنجلترا وويلز، تقريباً 90% من السجناء من السكان الأصليين. ترغب هيل الآن في إنقاذ أليس.

تسعى لهيل لإنعاش المتاجر التي صارت تحصينات، وإنعاش سمعة البلدة الجيدة، وتأمين المأوى للأشخاص الأكثر تهميشاً. العمدة السابق، كهربائي، فرض حظر تجول ليلي مع تصاعد جرائم الشباب.

حتى أنه دعا الجيش الأسترالي للمساعدة. يبدو أن خطط هيل مشابهة، فهي تريد تقديم مكتبة عامة ضخمة آمنة، ومتجددة الهواء مكاناً للشباب ولكل من يشعرون بالملل.

تسعى لجعل حمام السباحة العام مفتوحاً ليلاً، مع خفض رسوم الدخول. ترغب في تخفيف أجهزة المراقبة المرعبة التي تملأ المدينة. عن ذا تايمز


مواد متعلقة