دراسة حديثة تكشف الروابط الصحية بين مرض السكري والفم

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 - 05:31 م

دراسة حديثة تكشف الروابط الصحية بين مرض السكري والفم

راشد مطر

تبيّن دراسات حديثة وجود علاقة قوية ومباشرة بين مرض السكري وصحة الفم، إذ يواجه المرضى مشكلات مثل جفاف الفم وألم اللثة وصعوبة في المضغ. هذه التأثيرات تحرمهم من الاستمتاع بالطعام وتؤثر سلبًا على جودة حياتهم وصحتهم الغذائية. رغم التركيز الطبي على مضاعفات السكري المتعلقة بالقلب والكلى، تظل صحة الفم غير ملاحظة بشكل كافٍ.

توضح أيلين بايسان، أستاذة علم تسوّس الأسنان في جامعة كوين ماري في لندن، أن ارتفاع السكر في الدم يضعف الأوعية الدموية والأعصاب، ويعيق التئام الجروح، ويقلل مناعة الجسم ضد العدوى، مما يجعل الفم معرضًا لمشكلات متنوعة مثل تسوّس الأسنان وأمراض اللثة.

تؤكد الدراسات أن العلاقة بين صحة الفم والسكري متبادلة؛ فالسكري يزيد من مخاطر أمراض اللثة، والالتهابات اللثوية تزيد من صعوبة ضبط مستويات السكر. يظهر أن هذه العلاقة المتبادلة تُعد معقدة وتستدعي العناية الخاصة لضبطها.

يُعد جفاف الفم من المشكلات البارزة للمصابين بالسكري، سواء بسبب المرض نفسه أو نتيجة بعض الأدوية. نقص اللعاب يقلل من قدرته على معادلة الأحماض وتنظيف الفم، مما يزيد من حموضة الفم وتآكل الأسنان ومعدل التسوس.

تؤكد بايسان أن إدارة صحة الفم لمرضى السكري تعتمد على التحكم الجيد في مستوى سكر الدم، والالتزام برعاية فموية استباقية، بما يشمل التنظيف المنتظم والدقيق واستخدام الفلورايد والفحوصات الدورية.

بالنسبة لمرتدي أطقم الأسنان، فإن العناية اليومية بها وإزالتها ليلاً وتنظيف اللثة من الخطوات الضرورية لتجنب الالتهابات وتحسين الراحة. وفيما يتعلق بزراعة الأسنان، فهي ممكنة للمصابين بالسكري بشرط السيطرة الجيدة على مستوى السكر لتقليل مخاطر الالتهاب.

تختتم بايسان بأن العناية بصحة الفم ليست عنصرًا ثانويًا في حياة مريض السكري، بل جزء أساسي من إدارة المرض، حيث تلعب دورًا مباشرًا في تحسين التغذية واستقرار السكر في الدم وزيادة الثقة بالنفس وجودة الحياة.


مواد متعلقة