المستهلكون يهاجمون استراتيجيات التسويق لزيادة المبيعات والأرباح

الخميس 24 يوليو 2025 - 11:20 م

المستهلكون يهاجمون استراتيجيات التسويق لزيادة المبيعات والأرباح

حبيب راشد

يشعر الكثير من المستهلكين بأن بعض المتاجر تلجأ إلى استخدام وسائل تسويقية تشوبها الخداع لجذب المشترين. يُظهر استخدام عبارات مثل "الكمية محدودة" أو "عرض ليومين فقط"، نوعًا من الحيل التسويقية لدفعهم لشراء السلع بهدف تحقيق زيادة في الأرباح.

في حديثهم لـ"الإمارات اليوم"، عرض المستهلكون نماذج من هذه الأساليب، مثل عرض سعر السلعة بقيمة مخفضة وبأقل من سعرها الحقيقي، ليعتقد المستهلك بانخفاض السعر الكبير. وأحيانًا تتضح تفاصيل عروض التسويق بأن الأسعار متقاربة بين المحلات التجارية المختلفة، إن لم تكن أقل في بعض الأحيان.

كما أوضح المستهلكون أن بعض المتاجر تقدم عروضًا بعبارات معينة مثل "كمية محدودة.. سارع إلى الشراء" أو "عرض ليومين فقط"، ثم يكتشف المشترون أن تلك العروض تستمر لفترات أطول مع توافر كميات كبيرة من السلع.

في نفس السياق، صرح مسؤولان في متاجر بأن العرض الأولي للسعر قد يكون نتيجة خطأ من قبل الموظفين، وأكدوا أن المتاجر تمدد فترة العروض وتزيد الكميات في حال لاحظت إقبالًا كبيرًا من المستهلكين.

أما خبيري شؤون التجزئة فيُبين أن المتاجر تستغل العامل النفسي لإقناع المستهلك بأنه حقق صفقة رابحة بخصم كبير، مما يدفعه لاتخاذ قرار شراء سريع. يوضح أن الألعاب النفسية المستخدمة من بعض متاجر البيع بالتجزئة تتبع استراتيجيات تؤثر على شعور المستهلك بالوفرة أو الندرة.

وفي سياق آخر، تحدثت منى عبدالرحمن عن تجربتها مع العروض المخفضة. أوضحت أن متجرًا قدم عرضًا على مقلاة كهربائية، بإدعاء أن سعرها انخفض من 750 درهمًا إلى 545 درهمًا، مما أشار إلى وجود تفاوت في الأسعار بين مختلف المتاجر.

أضافت منى أن متجرًا آخراً عرض نفس الجهاز بسعر انخفض من 620 درهمًا إلى 545 درهمًا، مما يكشف عن محاولات البعض تقديم أسعار وهي في الحقيقة مضللة، مشيرة إلى استغلال المتاجر للفوارق السعرية على حد تعبيرها.

فدوى عبدالحكم تؤكد أيضًا أن عروض الخصومات تستهدف خلق تحفيز للشراء المتسرع لزيادة أرباح المتاجر، وهذا يأتي بالتزامن مع التنافس الحاد بين الأسواق، مما يستدعي الانتباه والحذر.

بالنسبة لجاسم حسين، فلا يقطع الشك بأن بعض الحيل في التسويق تستغل عوامل نفسية لبث شعور بالاستعجال بين المستهلكين، حيث اكتشف أن العروض التي تحمل عبارات "عرض ليومين فقط" مستمرة منذ مدة طويلة، مما جعله حذرًا من الاستجابة لهذه العروض كل مرة.

الخطأ من قبل الموظفين هو السبب الآنف عرضه المُبرَّر من قبل يعقوب عمران، المسؤول في متجر كبير، حيث أشار إلى أن العروض تشمل العديد من السلع والموديلات المختلفة، مما يجعل الأمور تُدار في بعض الأحيان بشكل غير دقيق.

ويؤكد علي داود، أحد المسؤولين في متجر آخر، أنه في حال حدوث زيادة في الطلب، تطيل المتاجر فترات العروض أو تزيد من وحدات البضائع المتاحة للبيع، وفق التصور المحدد.

كما أضاف أن بعض المتاجر تقارن أسعارها بمنافسة في فئة محددة، حيث قد تجد أسعارًا أقل في متاجر مخصصة للبيع بالجملة أو مغلقة، مما يجعل الظهور دائمًا لصالح البعض كعروض أقل سعرًا دائما.

مردداً الآراء، فإن خبير شؤون التجزئة، ديفي ناجبال، يؤكد أن هذه العروض تهدف إلى إكتساب اهتمام سريع من المستهلكين بزيادة المبيعات قبل حصولهم على مقارنة واسعة مع منافذ أخرى.

في نهاية المطاف، يتبين أن متاجر التجزئة التي تلجأ إلى الحيل المكشوفة يمكن أن تفقد ثقة المستهلكين، خاصة في ظل التجارة الإلكترونية والشفافية التي أصبحت تنتشر عبر وسائل التواصل.

من هذا المنظور، يتوصل الكثيرون إلى أن الالتزام بالأمانة والصدق في التسعير هو الذي يضمن نجاح المتاجر في المدى الطويل ويمنع فقدان العملاء بسبب المعلومات المضللة.

في النهاية، فإن فهم استراتيجيات التسويق وتحديد القرارات الشرائية بعقلانية يساعد على تجنب الوقوع في أفخاخ تبدو لامعة، لكنها تهدف إلى الربح السريع.


مواد متعلقة