تهديد الذكاء الاصطناعي: هل يتحول العالم الرقمي إلى خطر؟
الأربعاء 09 أبريل 2025 - 07:26 ص

شاع مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي تحول الصور بأسلوب فني مستوحى من استوديو الرسوم المتحركة الياباني، غيبلي. هذه التقنية تعتمد على أوامر مفصلة وتدريب موسع على أساليب الصور، مما أتاح لها شعبية واسعة.
لكن هذا الانتشار أثار تساؤلات تتعلق بتأثيرها على الخصوصية، الصحة النفسية، والمجتمع ككل.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني في الإمارات، على أهمية حماية بيانات الأفراد في ظل التطورات التقنية السريعة.
من جهته، أشار المهندس أحمد الزرعوني، خبير في استراتيجية تقنية المعلومات، إلى مخاطر الاستخدام غير الملائم للصور عبر التطبيقات غير الرسمية التي قد تؤدي إلى اختراق الحسابات أو تسريب البيانات.
وفي سياق مشابه، أكد الدكتور عبيد المختن، باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات على ضرورة الوعي الرقمي ودوره في تخفيف المخاطر الرقمية.
أما الدكتور أحمد البركاني، المستشار الاجتماعي، فقد أرجع تزايد استخدام تلك التقنية لدافع الفضول الاجتماعي وتوقع تراجعها مع الوقت، لكنه حذر من تأثيرها المحتمل على معايير الجمال.
وفي المقابل، حذرت الأخصائية النفسية مرام المسلم من الانعكاسات النفسية لهذه التقنيات على تقدير الذات، خاصة لدى فئة المراهقين.
وبالنسبة للفنان جلال لقمان، فقد اعتبر أن الاستخدام لهذا النوع من التحولات الرقمية لا يخدم الفن الحقيقي، بل يهدد مستقبله.
وفي التفاصيل، أوضح الدكتور محمد الكويتي أن حماية الخصوصية كانت ولا زالت محور اهتمام، حتى قبل الثورة الكبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يقدم فوائد جمة في تسهيل الحياة اليومية إذا تم استخدامه بحكمة ومتأنيا لدواعي الخصوصية.
وتبدأ الأهمية كما بيّن الزرعوني أن يتم الالتزام بالتطبيقات الرسمية لتفادي المخاطر الأمنية التي قد تعرض الأفراد أو المؤسسات لمشاكل جسيمة.
وتابع الزرعوني قائلاً: على الرغم من إيجابية التقنية، إلا أنها لا تخلو من سلبيات، خصوصاً في التطبيقات التي تتعامل مع صور غير مناسبة أو غير أخلاقية.
وأشار إلى ضرورة التحقق والمطالبة ببيانات واضحة حول كيفية استخدام أي تطبيق للصور.
وذكر أن بعض التطبيقات قد تستغل البيانات الشخصية، مما يزيد من ضرورة الحذر في استخدام التقنيات الحديثة خاصة المجانية منها.
ولفت إلى أن هناك نسخ مدفوعة توفر مستويات أمان أعلى من التطبيقات المجانية التي قد تعرض معلومات المستخدم للخطر.
أما الدكتور عبيد المختن فقد أشار إلى توسع اهتمام العالم بالذكاء الاصطناعي بفضل التحولات الكبيرة التي طالته.
وأضاف أن مخاطر الأمن الرقمي ليست مستجدة، مٌشدداً على أهمية التوعية بالتعامل مع التقنية بغض النظر عن تقدمها.
وقد لفت الدكتور أحمد البركاني الانتباه إلى عدم تأثير هذه الظاهرة بشكل كبير وطويل الأمد على التوجه العام للمجتمع.
وأكد أن الاستخدام المبالغ فيه لهذه التحولات الرقمية قد يؤثر على تبني معايير جديدة للجمال تحاكي الأنماط المعدلة.
وفضّل أن يتم توجيه المجتمع نحو إدراك واقعي لمعايير الجمال التقليدية التي لا تتغير مع الموضات.
فيما قال جلال لقمان إن الفن الرقمي يجب أن يوجه لتطوير المواهب وليس الطعن في الفنون الأصلية.
ثم أضاف أن تطوير الفن يعتمد على الابتكار الحقيقي وليس الاعتماد على تقليد أو نسخ الأنماط الفنية المعروفة.
أما بالنسبة للجانب النفسي، فقد أوضحت مرام المسلم أن التأثر بفلاتر التكنولوجيا قد يُغير من تصورات الفرد عن ذاته.
وأكدت على أهمية التوازن النفسي مع الحفاظ على المقبولية الذاتية دون انقياد تام خلف التحسينات الرقمية.
وقد أبرزت أن لدى المراهقين تأثراً مضاعفاً بهذه التقنيات، وتحدثت عن دورهم في تشكيل الصورة العامة للهوية الذاتية.
وأشارت إلى أن الفلاتر والتعديلات الرقمية يمكن أن تجعل مظهر الشباب معايير غير واقعية صعبة التحقيق.
لكنها أيضاً ذكرت دراسات أظهرت وجود تأثيرات سلبية لهذا الاستخدام على تقدير الذات لدى المراهقين.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم