الفضاء الإماراتي: القمر الصناعي العربي 813 مستعد للإطلاق
الجمعه 14 نوفمبر 2025 - 04:56 ص
أعلن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء أن القمر الاصطناعي العربي (813) نجح في اجتياز جاهزية الإطلاق والمراجعة التشغيلية، مما يبرز استعداده التام للانطلاق والقيام بمهامه بكفاءة في المدار. وتمكن المشروع من تجاوز جميع مراحل الاختبارات البيئية والتقنية بفضل البنية التحتية الوطنية والكفاءات الإماراتية الرائدة.
يُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في تقديم الدعم المحلي في مجال تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية بتقنيات وأيدي وطنية خالصة. وتقدم المركز الوطني بوصفه مركزاً باختبارات فضائية لإكد على جاهزيته تقديم خدمات عالية الدقة تتماشى مع المعايير العالمية التي تنظم قطاع الفضاء في الإمارات.
وقد تضمنت الاختبارات البيئية سلسلة من الفحوصات المعقدة التي تحاكي الظروف القاسية في الفضاء، والتي يتعرض لها القمر الاصطناعي خلال مراحل الإطلاق، مما يتيح التحقق من كفاءة الأنظمة واستقرار المكونات في الظروف المختلفة للفضاء الخارجي. وهذه الاختبارات إضافة إلى الفحوص التقنية الأخرى التي خضع لها القمر في مرافق المركز بعناية شديدة وباستخدام أدوات قياس عالية الدقة.
ويتم تنفيذ هذه الاختبارات في ظروف محيطة خالية من أي تلوث لضمان دقة النتائج وضمان عدم تأثر القمر بظروف خارجية أثناء الاختبار. تشمل هذه الاختبارات الفحوص الحرارية والاهتزاز والضغط لضمان سلامة آلة القمر وفعالية الأنظمة الداخلية.
وقد تم تنفيذ هذه الاختبارات بعناية فائقة من قبل فريق مختص لضمان تأكيد جاهزية القمر لاستيعاب الظروف الفضائية القاسية، وتم الاستعانة بخبراء تقنيين لتحقيق ذلك. تضمنت الفحوص ايضاً اختبارات في انتظار جاهزية الإطلاق والعمليات المباشرة من خلال النظام المحوري ثلاثي الأبعاد ومتطلبات التشغيل في المدار.
خضعت أيضاً الأنظمة الإلكترونية لهزات وتسارع لمحاكاة ضغوط الإطلاق، والتأكد من سلامة الهيكل وعدم حدوث أي خلل يمكن أن يؤثر على سلامة القمر. كانت دقة الاختبارات باعثاً للثقة في قدرات المركز على مواجهة أية تجاوزات ستحدث أثناء الإطلاق أو العمليات المدارية.
وسيكون للمشروع تأثير علمي كبير بسبب إمكانية استخدام التقنيات المتطورة لرسم الخرائط العلمية وتحليل البيانات المتعلقة بالتغيرات المناخية، وظواهر الغطاء الأرضي مما يساهم بشكل كبير في التوعية البيئية وحماية العالم من الآثار السلبية للكوارث.
تعتبر هذه المرة الأولى التي تقام فيها حملة تأهيل كاملة لقمر صناعي بهذا الحجم في مركز وطني، مما يعكس الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها في مجال علوم الفضاء في دولة الإمارات. ويمثل هذا الإنجاز تعاوناً عربياً تحت قيادة دولة الإمارات، مما يدل على الروح الجماعية للعالم العربي في المجال الفضائي.
يغطي القمر مجموعة واسعة من الوظائف والمهام التي تتضمن رسم الخرائط البيئية ورصد الظواهر الطبيعية وهو ما يُعتبر مزايا كبيرة في عصر يتطلب المزيد من التفكير المستمر للمشاكل البيئية. وتم توجيه المشروع ليصبح رائداً في هذا المجال، يتجاوز الحدود الوطنية لمصلحة الأمة العربية ككل.
قدّم القمر مساهمات كبيرة في مجال البحث والتحليل العلمي، حيث لعب دوراً في رسم خرائط للتغيرات البيئية على مستوى عالمي، وعن آثارها، بناء على الدقة التي توفرها التكنولوجيا المتقدمة التي يستخدمها المشروع.
وتعد هذه مرحلة حيوية في تحقيق التنافس الدولي والمحلي لدولة الإمارات في علوم الفضاء، مما يضع بنية تحتية فضائية متقدمة تعبر القارات في جوهرها بتفكير وطني إماراتي بحت، الأمر الذي كان بمثابة إشارة قوية على استعداد المنطقة لأخذ مسؤولية أكبر في المستقبل عن مصيرها الفضائي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا