أنف الإيرانيين يتصدر قائمة 264 ألف عملية تجميل سنوياً
الثلاثاء 08 أبريل 2025 - 06:58 م

في إيران، خضعت جميع النساء في أسرة عارضة الأزياء آزاده لجراحات تصغير الأنف، وذلك بسبب رغبتهن في التماشي مع المعايير الجمالية الغربية الرائدة.
بالنسبة لآزاده، كانت عملية تعديل النتوء في أنفها، والمعروفة عند الإيرانيين بـ "الأنف الفارسي"، خطوة مربحة استثمارياً.
ذكرت آزاده لوكالة فرانس برس أن عملية تجميل الأنف تحدث فرقاً كبيراً. وأضافت: "بعد العملية، حصلت على وظيفة في عرض الأزياء، مما رفع من مكانتي الاجتماعية وأدى لزيادة مدخولي بثلاثة أضعاف".
البالغة من العمر 29 عاماً آزاده طلبت عدم ذكر اسم عائلتها خوفاً من الضغوط الاجتماعية التي قد تواجه عارضات الأزياء في إيران.
وفقاً للجمعية الدولية لجراحة التجميل، شهدت إيران إجراء أكثر من 264 ألف جراحة تجميلية في العام 2023، حيث كانت النسبة الكبرى لجراحات الأنف.
في طهران ومدن إيرانية أخرى، تملأ لوحات إعلانية ملونة عن عيادات التجميل الشوارع، تعد بأنوف مصقولة وبشرة خالية من العيوب وأسنان مثالية.
يمكن رؤية أشخاص ذو أنوف مضمودة في الشوارع، مما يعكس الانتشار الكبير لجراحة تجميل الأنف.
يرى الجراح حميد رضا حسناني، الذي يُجري حوالي 20 عملية جراحية أسبوعياً، أن الأمر أصبح تقليعة ذات طابع ثقافي في المجتمع.
أصبحت هذه التقليعة مترابطة أكثر فأكثر مع الهوية والمكانة الاجتماعية، وخاصة بين النساء اللواتي يتحدين قواعد اللباس الصارمة.
تبلغ تكلفة عملية تجميل الأنف العادية في إيران حوالي 1000 دولار، وهو سعر أقل بكثير مقارنة بالدول الأخرى، وفقاً لحسناني، رغم أن الحد الأدنى للأجور في إيران حوالي 100 دولار فقط.
ذكرت آزاده أنها اضطرت إلى اقتراض المال من أصدقائها وعائلتها من أجل العملية، لكن النتائج كانت مجزية وتستحق الجهد.
رياحانة خوشحالي، المساعدة الجراحية البالغة من العمر 28 عاماً، ندمت لأنها لم تُقدم على العملية سابقاً، وأضافت: "أردت أن أبدو أجمل، ولو كان بإمكاني، لفعلت ذلك في وقت أبكر".
في السنوات الأخيرة، شهدت إيران ظهور مراكز طبية متطورة، مما جعلها وجهة للأجانب الباحثين عن جراحات تجميلية عالية الجودة بأثمان مناسبة.
لكن، هذه العمليات ليست خالية من المخاطر. السلطات الإيرانية حذرت مراراً من تزايد عدد العيادات غير المرخصة.
في فبراير الماضي، أُوقف 12 طبيباً غير مرخصين في مستشفى "أبادانا" بطهران بسبب إجراء عمليات تجميل غير مصرح بها، وفقاً لوزارة الصحة.
في نوفمبر 2023، تشير التقارير الإعلامية إلى وفاة ثلاث نساء في يوم واحد أثناء إجراء جراحات تجميلية منفصلة في طهران.
آفا غولي، التي تنوي إجراء عملية تجميل أنف، أشارت إلى أن البحث عن طبيب موثوق به كان يستلزم الكثير من الجهد.
قالت الشابة البالغة من العمر 23 عاماً: "رأيت بعض من خضعوا لجراحات أنف فاشلة، وحقيقةً، هذا زاد من مخاوفي قليلاً".
لكن الطلب على الجراحات التجميلية في إيران ما يزال مرتفعاً بشكل عام، ولا يقتصر الإقبال على النساء فقط.
بهادور صيادي، المحاسب البالغ 33 عاماً، اضطر لاقتراض المال من أجل عملية زراعة شعر وصرح قائلاً، "وضعي المالي ليس جيداً، لكن بفضل القرض سأجري العملية قبل زفافي".
في نظره، "يجب أن يهتم الرجال بأنفسهم في هذا الزمن كما تفعل النساء".
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم