رسوم ترامب الجمركية تهدد مستقبل صناعة المنسوجات والألماس في الهند

الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 02:19 ص

رسوم ترامب الجمركية تهدد مستقبل صناعة المنسوجات والألماس في الهند

منى شاهين

قبل عقدين من الزمن، ترك الهندي جينول عابدين عائلته وانتقل إلى العاصمة الهندية نيودلهي. هناك أمضى عاماً في تعلم تقنية يطلق عليها زردوزي، وهي تقنية تطريز قديمة ومعقدة. كان أمله في إعالة أسرته للسنوات القادمة ونجحت مغامرته. حصل على وظيفة في شركة أورينت كرافت، وهي مصنع متخصص في صناعة الملابس ويمد منتجاته لعلامات تجارية عالمية مثل غاب ورالف لورين وأميركان إيغل.

قال عابدين وهو يتذكر الوقت الذي قضاه في تعلم حرفته عندما كان يعيش على مدخراته الضئيلة: "هذه مهارة حقيقية، لولا ذلك لما استغرق الأمر عاماً كاملاً لتعلمها". لكن هذا الرزق الذي اكتسبه بشق الأنفس مهدد الآن، فقد فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على السلع الهندية، وهي من أعلى الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة ضمن حرب تجارية عالمية.

وتأتي هذه الرسوم كجزء من عقاب ترامب على الهند بسبب مشترياتها من روسيا بعد الحرب في أوكرانيا. كما أنها جزء من حملة ترامب "أميركا أولاً" لخفض العجز التجاري الأميركي، الذي وصل إلى 45.7 مليار دولار مع الهند بحلول عام 2024.

الإجراءات تتعارض مع حلم "صنع في الهند" الذي يتبناه رئيس الوزراء ناريندرا مودي والذي يهتم بتحويل بلاده إلى قوة صناعية لدفع النمو وانتشال الملايين من الفقر.

وتعتبر أميركا أكبر أسواق صادرات الهند، وبدأ الشعور بالكآبة يخيم على شركة أورينت كرافت. وقال عابدين: "لقد تسبب ذلك في صعوبات كثيرة وباتت الشركة في ورطة. وإذا كانت الشركة في ورطة، فنحن في ورطة أيضاً".

تحول الأمر إلى مشكلة لا يستطيع مودي تحملها، حيث يكافح الشباب بالفعل لدخول سوق العمل في أسرع اقتصاد نموًا في العالم. بالنسبة لربة المنزل سوميترا ديفي، العمل في مصنع أورينت كرافت كان أكثر من مجرد وظيفة. وقالت: "نساء قريتي لا يعملن عادةً".

الدخل الذي تحصل عليه ديفي من المصنع غير كل شيء. أرسلت أطفالها إلى مدارس خاصة، وتحلم ابنتها الكبرى بأن تصبح مهندسة. لكنها الآن تخشى من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى إلغاء كل شيء.

مالك شركة أورينت كرافت، سودهيرا دينغرا، وصف الفترة بأنها "صعبة للغاية". بعض طلبات المشترين الأميركيين تم تعليقها. ويقدر رئيس قسم الأقمشة هيمانت ماخيجا أن نحو 20 مليون عامل في مصانع القطن قد يفقدون وظائفهم.

قال ماخيجا: "تعمل مصانع القطن في منطقة العاصمة الوطنية بالفعل بنسبة 50% من طاقتها على الرغم من أن هذا موسم الذروة".

مدينة سورات في غرب الهند مركز لصناعة الألماس عالمياً. هنا يتعامل الحرفيون مع نحو 90% من الماس الخام في العالم، مما يساهم بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

الرئيس الإقليمي لمجلس ترويج صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات يقول: "أي تباطؤ في هذا المجال الاقتصادي له تأثير مؤكد وسيؤدي إلى فقدان الوظائف وتقليص الرواتب".


مواد متعلقة