الاقتراب من النهاية المحتومة: تفاصيل كارثة فضائية على كوكب بعيد

في مايو 2020، شهد علماء الفلك حدثًا نادرًا وللمرة الأولى، عندما اكتشفوا كوكبًا يُبتلع بواسطة نجمه المضيف. في البداية، كانت الفرضية تشير إلى أن الكوكب قد اختفى مع تضخم النجم في مراحله المتأخرة ليصبح عملاقًا أحمر.

لكن بفضل مشاهدات جديدة من تلسكوب جيمس ويب، تم الكشف عن تفاصيل مختلفة حول الواقعة. أظهرت البيانات الجديدة أن الفناء حدث بشكل غير متوقع. فالنجم لم يبتلع الكوكب، بل أن الكوكب هو الذي وقع في النجم نتيجة تآكل مداره.

أوضحت المشاهدات التي وثقها تلسكوب جيمس ويب أن النهاية كانت مأساوية. فقد أطلق التلسكوب غازًا ساخنًا يحيط بالنجم، وسحابة غبار باردة تتوسع حوله، مشهد لم يكن متوقعًا عند وقوع الحدث.

شرح رايان لاو من مختبر إن.أو.آي.آر لاب التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية، قائلاً: "الاتجاه نحو السقوط المميت للكوكب سبب في طرد مادة غبارية من النجم". وهذا يعتبر دليلًا على الاصطدام الكبير الذي وقع، حيث أن الدراسة نشرت في دورية علمية تُدعى أستروفيزيكال.

يقع النجم في مجرة درب التبانة على بعد 12 ألف سنة ضوئية باتجاه كوكبة العقاب. وتعمل السنة الضوئية كمقياس للمسافة، حيث تعادل 9.5 تريليونات كيلومتر.

النجم يتميز بلونه الأحمر وبإضاءة أقل من شمسنا حيث تقدر كتلته بحوالي 70% من كتلة الشمس. والكوكب المرتبط به يُظن أنه من فئة تُعرف بـ "المشتريات الحارة"، وهي كواكب غازية تدور بقرب شديد من نجومها مما يزيد من حرارتها بشكل ملحوظ.

تابع مورغان ماكلاود من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية: "نفترض أنه كان كوكبًا عملاقًا، أكبر بمراحل من المشتري، مما أحدث الاضطراب الكبير الذي رصدناه." موضحًا كيف أثر الكوكب في استقرار النجم.

وبمحاولة توضيح، يعتقد العلماء أن مدار الكوكب بدأ بالتضاءل نتيجة التفاعلات الجاذبية مع نجمه قبل وقوع الحدث. وتبدأ هذه الديناميات بالاحتكاك بالغلاف الجوي للنجم.

وأضاف ماكلاود: "يسقط الكوكب في النجم ويتجرد من طبقاته الخارجية أثناء توغله. وأثناء هذه العملية، ترتفع حرارة الاصطدام وتطرد غازات النجم، مما يخلق الضوء الذي نلاحظه حاليًا".

لكن، رغم كل الاكتشافات، لا يزال هناك جزء غير معروف حيث لا يستطيع العلماء التأكد بشكل كامل مما حدث بالضبط في فناء الكوكب.