رحلة إنسانية ملهمة: علمتني الحياة من القلب إلى القلب

السبت 01 نوفمبر 2025 - 04:45 ص

رحلة إنسانية ملهمة: علمتني الحياة من القلب إلى القلب

مريم صوفان

يُعتبر كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مرجعاً معرفياً للأجيال الراهنة والقادمة. يوثّق الكتاب مراحل وفلسفة سموّه القيادية في السياسة والحكم، وهو مصدر إلهام للقيادات وصنّاع القرار والجيل الشاب.

يتألف الكتاب من 35 فصلاً يشكّل كل منها درساً قيّماً في الحياة. أكّد الشيخ محمد أنه يبسط في مقالاته الصراحة والصدق والوضوح لينتقل من القلب إلى القلب.

يعبّر الشيخ محمد عن مسيرته الطويلة ويقول: "سأكمل قريباً 60 عاماً في مجال العمل العام.. 60 عاماً من التجربة والتحديات والفقد والإنجازات". وهذه الكلمات تنقل مشاعر الشيخ الغانية بالخبرات والتطورات التي مر بها.

يؤكد الكتاب على أهمية نقل الخبرات وتفاعل الشيخ محمد في مجالات متنوعة، ليكون مصدر إلهام للأجيال، إضافة نوعية للمكتبة العربية، ويشجع الشباب الطموح لصناعة المستقبل.

وفي مستهل الكتاب، يشارك الشيخ محمد دروساً من حياته، قائلاً: "تعلمت أنني لست كاملاً، لكنني أحب بلدي وشعبي وأسرتي." تتجلى هذه القيم في قصته عن الحب.

يعرف الشيخ محمد الحب بأنه أكثر من مجرد كلمة، بل هو جسر يربطنا بكل شيء في الحياة، سواء مع الأسرة أو الوطن أو المجتمع، ويشير إلى أن الحب هو الخيط الذي يربط الكثير من جوانب الحياة.

ويقول: "الحب يتمثل في الإخلاص للبلد، والتضحية من أجله، والالتزام بتحقيق الأحلام". الحب بذرة تعزز التنمية والسلام والانتماء.

كما يشير إلى أن الحب يمكن تعليمه وتطويره لدى الأطفال، إنه ليس فقط عاطفة، بل منظومة قيم تنعكس على السلوك اليومي.

تعليم الحب للأطفال يمكن أن يكون من خلال التعاطف والصبر والإصغاء والمساعدة، الحب مهارة نفسية واجتماعية يمكن تعزيزها.

ينتقل الحديث إلى قضايا أخرى مثل الضمير والاقتصاد، حيث يؤكد الشيخ محمد أن الاقتصاد وحده لن يجلب السعادة والاستقرار ما لم يُعزز بالضمير والأخلاق.

الازدهار الحقيقي يأتي عندما يلتزم المجتمع بالعدالة والمساواة، ويقدّر الاحترام والكرامة لجميع الأفراد.

ويؤكد الشيخ محمد أن القائد الحقيقي يغرس الرحمة والعدالة، ويشيد بنية من القيم بالإضافة إلى تحقيق الأمان الاقتصادي.

المجتمع الخليجي بحاجة لموازنة الاهتمام بين الأرقام الاقتصادية وبين قيم الرحمة والتضامن وتنمية الأفراد بمعايير أخلاقية.

ناقش الشيخ محمد أهمية تعزيز الرؤية المجتمعية إلى جانب الاقتصادية لخلق مجتمع يقيم العمل فوق الجدل، واحترام المواعيد والعهود.

مجتمع الخليج مدعو ليكون مجتمعاً ناشراً للخير، منفتحاً على الجميع، متمسكاً بالاحترام، مبتعداً عن العنصرية والتمييز.

أعرب الشيخ محمد عن تطلعه لمجتمع يدعم كرامة الإنسان وقيم الاحترام، يتحمل فيه الأفراد المسؤولية الاجتماعية والوطنية بشكل متكامل.

يسعى الشيخ محمد لخلق جو من التفاؤل والتسامح مما يسهل للفرد تحقيق النجاح بمسؤولية ووفاء للوطن والمجتمع.

الشيخ محمد يرى أن الأخلاق والقيم هي القوة التي تحافظ على المجتمعات من التراجع والانهيار، وهي أساس الحضارة بل هي الحضارة بحد ذاتها.

بفضل هذه القيم، يمكن للمجتمعات أن تحلق عالياً في سماء التقدم والازدهار، وهي ما يسعى الشيخ محمد لتوثيقه من خلال كتابه ليكون إرثاً لكل من يسعى لتحسين ذاته ومجتمعه.


مواد متعلقة