انتصار ممداني يهز أسس سياسة الديمقراطيين التقليدية

الأحد 09 نوفمبر 2025 - 07:41 ص

انتصار ممداني يهز أسس سياسة الديمقراطيين التقليدية

منى شاهين

يبدو أن التنبؤات المتعلقة بنهاية الحزب الديمقراطي الأميركي كانت مبالغ فيها، حيث أظهر فوز السياسي زهران ممداني عكس ذلك. فقد نجح هذا الشاب البالغ من العمر 34 عاماً في كسب تأييد سكان نيويورك برؤيته التي تركز على العدالة الاجتماعية وتكاليف المعيشة.

هذا الانتصار وجه ضربة قوية لقوى النفوذ، وهي "سلطة أصحاب المليارات". فوفقاً لقرار "سيتيزن يونايتد" عام 2010، فتحت الأبواب لتدفق الأموال في الحملات الانتخابية. ومع ذلك، تفوق ممداني بفارق تسع نقاط على خصمه المدعوم من الأثرياء.

كان خصمه في الانتخابات الحاكم السابق لولاية نيويورك، أندرو كومو، الذي خاض السباق كمرشح مستقل بعد الهزيمة أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

رغم تلقي حملة كومو تمويلاً هائلاً من أصحاب المليارات، إلا أنه لم يتمكن من التغلب على الشاب الاشتراكي ممداني مرة أخرى. في المقابل، لم يشكل المرشح الجمهوري كورتيس سليوا منافسة فعلية.

التبرعات كانت تتدفق حملة كومو من نخبة الأثرياء غير الراضين عن سياسات ممداني الاشتراكية ومقترحاته مثل توسيع الخدمات الاجتماعية. ومع ذلك، أثبتت النتائج أن المال لم يعد العامل الحاسم.

فوز ممداني كان بمثابة صفعة قوية للاستراتيجيات التقليدية داخل الحزب الديمقراطي. فقد بدا الحزب غير قادر على المواجهة، وكان يشهد تراجعاً منذ هزيمته أمام ترامب. القيادة الديمقراطية كانت تبحث عن أسباب دون تحمل مسؤولية.

في المقابل، رفض ممداني التخلي عن مواقفه أو تلميع صورته. لقد سلط الضوء على التفاوت الاقتصادي في نيويورك وأكد على أهمية العيش بكرامة.

رغم حملة الهجمات العنصرية ضده، واجه ممداني هذا السلوك العنصري بثقة وهدوء وثبات. لم تزعجه الأصوات المعارضة التي حاولت تشويه صورته بصفته "مسلم أوغندي".

ذكّر ممداني الناخبين بماضي السياسي الأميركي الاشتراكي فيتو ماركانتونيو، وكيف يمكن للاشتراكية أن تقدم مستقبلاً أفضل. تجاوب سكان نيويورك بشكل إيجابي مع خطابه.

ومع ذلك، لم يحصل ممداني على دعم فعلي من قيادة الحزب الديمقراطي. فحتى زعيمي الحزب في الكونغرس لم يعلنوا دعمهم بشكل صريح.

اتصل الرئيس السابق باراك أوباما بممداني لتهنئته بإعجاب على حملته. في المقابل، كان موقف الديمقراطيين يتراوح بين القلق والاستهجان بسبب نجاح ممداني.

يشعر الحزب الديمقراطي بأن نجاح ممداني يمثل تحدياً للنظام التقليدي، حيث استطاع بزميله الجديد التأثير في السياسة الأميركية.

يخشون في الحزب الديمقراطي من أن نجاح ممداني قد يشكل دليلًا على أن نموذج "الاشتراكية التقدمية" يمكن أن ينجح في مدن كبرى مثل نيويورك.

إن ما قام به ممداني بداية لفصل جديد في السياسة الأميركية. ففوزه لم يكن مجرد حدث انتخابي، بل كان دليلاُ على إمكانية الجيل الجديد في تحقيق التغيير الحقيقي.


مواد متعلقة