الرئيس الأمريكي يحتاج إلى تدريب للتعامل مع أزمة نووية طارئة

السبت 15 نوفمبر 2025 - 04:23 ص

الرئيس الأمريكي يحتاج إلى تدريب للتعامل مع أزمة نووية طارئة

ناصر البادى

في فيلم بيت من ديناميت، وهو فيلم الإثارة السياسي الجديد للمخرجة كاثرين بيغلو، يجد رئيس الولايات المتحدة نفسه أمام قرار صعب. يتعلق الأمر بصاروخ عابر للقارات من مصدر مجهول يتجه بسرعة نحو الولايات المتحدة.

الرئيس المصور على الشاشة، الذي يلعب دوره إدريس إلبا، عليه أن يقرر ما إذا كان يجب عليه إصدار أمر بضربة نووية ضد خصوم أميركا المشتبه بهم، أو الانتظار حتى يدمر الصاروخ مدينة شيكاغو.

للمساعدة في اتخاذ هذا القرار، يقوم مساعد عسكري بإخراج ملف من حقيبة سوداء توضح خيارات الضربة النووية.

رئيس الولايات المتحدة يجد نفسه في موقف صعب جداً، حيث لا يعرف ماذا يفعل ولديه وقت قصير لاتخاذ القرار، والخيارات محدودة.

السيناريو الذي يعرضه الفيلم يجعل المشاهد يشعر وكأنه يشاهد قصة خيالية او دراما خيال، رغم أنها مأخوذة مباشرة من الحياة الواقعية.

السلطة التي يحملها الرئيس الأميركي في هذه اللحظة ذات ثقل كبير، وخصوصاً في سيناريوهات الإطلاق تحت الهجوم حيث يكون الضغط لاتخاذ قرار سريع.

تقديم تدريبات منتظمة للرئيس ولفريقه يمكن أن يساعد في تجهيزهم بشكل أفضل لمثل هذه المواقف الحساسة.

وليس هذا النوع من التثقيف النووي حلاً كاملاً للأزمة، ولكنه يمكن أن يخفف من حدة الضغوط النفسية والتوترات.

الإحاطات النووية الرئاسية عادة ما تكون سرية للغاية ولا يعرف الناس الكثير عنها. وبحسب التقارير، يحصل الرؤساء على ملخصات قصيرة قبل تنصيبهم.

أحد جنرالات الرئيس بوش الابن وصف الإحاطة بأنها روتينية، مثل استخدام جهاز التحكم عن بعد للتلفاز

لكنها، مهما كانت تبدو بسيطة، تؤخذ من قبل الرؤساء على محمل الجد لما تحمله من مخاطر ومسؤوليات.

الرئيس ليندون جونسون رفض في البداية حضور الإحاطة لأنه كان يعتبر مجرد وجود حقيبة الأسلحة النووية أمرا مثيرا للتوتر.

ومع ذلك، فإن انخراط الرئيس جيمي كارتر في تمارين القيادة والسيطرة النووية جعله استثناء لقاعدة امتلاك الرئيس السلطة الحصرية للإطلاق.

فكرة السلطة الحصرية للإطلاق كان هدفها الرئيسي هو الرد السريع على أي هجوم مفاجئ ومنع تعطيل النظام الداخلي للولايات المتحدة.

بيد أن تحميل فرد واحد مسؤولية مصير العالم يمكن أن يؤدي إلى تقويض قراراته تحت ضغط الأزمة.

وبالنظر إلى حالة العقل أثناء الأزمة النووية، فإن الوقت والاختيارات المحدودة يمكن أن يؤديان إلى سوء التقدير.

عدد من المقترحات سعت لإشراك أكثر من شخصية في اتخاذ قرار الإطلاق النووي

يتعين على الرئيس حالياً التشاور مع المسؤولين الكبار في عملية اتخاذ القرار، لكنه ليس مجبراً على ذلك.

بعض المقترحات طالبت بموافقة الكونغرس على استخدام الأسلحة النووية لتقديم رقابة ديمقراطية.

لكن هذه الحلول لا تخلوا من عيوبها، فقد تؤدي إلى قرارات سيئة تتخذ بواسطة مجموعة، لا فرد واحد.

تجربة حرب العراق في 2003 قدمت مثالاً على القرارات الجماعية السيئة، حيث قُمع فيها الآراء المخالفة في سبيل التوافق.

الرئيس جون كينيدي مثال آخر، حيث قاوم نصيحة مستشاريه بتوجيه ضربة لكوبا، وهو قرار حكيم حال دون إشعال حرب نووية.

ربما لا يحل التدريب النووي كل مشكلات العالم، لكنه قد يبعدنا عن سيناريوهات مريعة كالمصورة في الخيال السينمائي.


مواد متعلقة