ميللي يسعى لتأسيس الأرجنتين كقوة مركزية في التعدين

السبت 15 نوفمبر 2025 - 03:10 ص

ميللي يسعى لتأسيس الأرجنتين كقوة مركزية في التعدين

ناصر البادى

توجد احتياطيات هائلة من النحاس في الأرجنتين، وهو معدن مهم يدعم صناعات متعددة مثل مكيفات الهواء والسيارات الكهربائية. على الرغم من هذه الاحتياطيات، لم يتم استغلالها بسبب الروتين البيروقراطي والاضطرابات الاقتصادية في البلاد. ومع ذلك، تسعى الحكومة الأرجنتينية الآن إلى تغيير هذا الوضع.

بدعم من نجاحه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الشهر الماضي، يهدف الرئيس خافيير ميليي إلى تحويل الأرجنتين إلى لاعب رئيسي في صناعة النحاس العالمية. يحاول ميليي استخدام التعدين لتنوع الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعة وتوفير الآلاف من الوظائف الجديدة، فضلاً عن زيادة الإيرادات بالدولار.

في كثير من الأحيان، يقارن ميليي إمكانات الأرجنتين في مجال النحاس بدولة تشيلي المجاورة، والتي تُعتبر أكبر منتج للنحاس في العالم. في تصريحات له خلال منتدى أعمال في ميامي، أشار إلى أن الأرجنتين لا تُصدّر النحاس، في حين أن تشيلي تُحقق عائدات سنوية تصل إلى 20 مليار دولار من تصديره.

التقى ميليي مؤخراً بعدد من عمال المناجم والمستثمرين الأجانب في نيويورك، مما يشير إلى جدية الجهود التي تبذلها الحكومة لجذب الاستثمارات إلى هذا القطاع.

منذ وصوله إلى السلطة، أعاد ميليي صياغة قواعد الاستثمار ليجعل الأرجنتين نقطة جذب لشركات التعدين التي ترغب في الاستفادة من الطلب المتزايد على النحاس، خاصة بعد قطع الإنفاق العام الكبير وتقليص الوزارات. الآن، يحاول جذب الاستثمارات الخاصة لإنعاش الاقتصاد.

على الرغم من الإجراءات التقشفية التي خفضت التضخم، إلا أنها تسببت أيضاً في زيادة نسبة البطالة بسبب إغلاق مصانع. ومع ذلك، هناك مؤشرات إيجابية مثل قيام شركات مثل "غلينكور" و"بي إتش بي غروب" بتطوير مشاريع جديدة تتطلب استثمارات ضخمة.

تشير الأرقام إلى أن أربعة من أكبر 12 مشروعاً جديداً للنحاس في العالم يتم بناؤها في الأرجنتين. وهذه المشروعات من المتوقع أن تزود العالم بأكثر من مليون طن من النحاس سنوياً بحلول 2035. هذا الأمر يضع الأرجنتين بين كبار المنتجين والموردين الجدد للنحاس.

وضمن خططه الطموحة، يتمنى ميليي تحويل الأرجنتين إلى لاعب يمكنه منافسة تشيلي في إنتاج النحاس. وبتوجيهه نحو التعدين، يحاول معالجة ندرة الدولار التي أثرت سلباً على الاقتصاد الأرجنتيني.

أشاد كثيرون بأداء الحزب الحاكم في الانتخابات النصفية، مما أعطى ميليي زخماً سياسياً لدفع تغييراته الاقتصادية للأمام وزيادة الاستثمارات في قطاع النحاس.

قالت الوزيرة السابقة لشؤون التعدين، كارولينا سانشيز، إن هناك فرصاً كبيرة أمام الأرجنتين لاستقطاب استثمارات التعدين. وأكدت أنه في حال نجاح هذه الجهود، سيحدث تغيير كبير في مسار الاقتصاد الأرجنتيني.

لقد توقفت شركات التعدين السابقة عن مشاريعها نظراً للاضطرابات الاقتصادية والقيود التجارية التي جعلت الوضع صعباً. يأمل ميليي في تغيير هذا الاتجاه وتحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة من خلال حلول مبتكرة وجذب الاستثمارات الخارجية.


مواد متعلقة