الأمير هاري يعتذر بشدة عن ترك بريطانيا في مقاله الأخير

ناقش خبير في الشؤون الملكية البريطانية مؤخراً التصريحات الأخيرة للأمير هاري، مشيراً إلى أن تصريحاته تعكس ندمه العميق على مغادرة بريطانيا. كتب الأمير مقالاً مطلع الأسبوع الماضي، مصادفاً لذكرى انتهاء المعارك في الحرب العالمية الأولى، أعرب فيه عن فخره بخدمته بلده، محذّراً من سهولة نسيان المحاربين القدامى بمجرد تخليهم عن الزي العسكري.

شارك الأمير هاري في جولات عسكرية على خط المواجهة في أفغانستان، مما أتاح له الفرصة لخدمة بلده إلى جانب رجال ونساء من أنحاء المملكة المتحدة. دعا هاري الناس لتذكر المحاربين القدامى، وقدم مقترحاً بطرق أبوابهم والجلوس معهم لتناول كوب من الشاي، مما يساهم في الاستماع لقصصهم وتذكيرهم بأهمية خدماتهم.

في مقال مؤثر مكون من 647 كلمة بعنوان "الرابطة والمزاح والشجاعة: ما يعنيه أن تكون بريطانيا - بقلم الأمير هاري"، عبّر دوق ساسكس عن تقديره الدائم لبريطانيا، البلد الذي خدمه وقاتل من أجله بفخر. نوه الأمير بأن يوم الذكرى ليس مجرد دقيقة صمت، وإنما دعوة للمسؤولية الجماعية تجاه المحاربين القدامى.

قال المعلق الملكي ريتشارد فيتزويليامز لقناة "فوكس نيوز" إن كلمات هاري في مقال الذكرى أظهرت أفضل ما فيه وسلطت الضوء على وضعه الحالي كـ"منفي". شدد فيتزويليامز على أن المنفيين غالباً ما يشعرون بالندم العميق، مشيراً إلى أن هاري يدرك جيداً تأثير الجيش في تشكيل شخصيته بعد وفاة والدته.

أشار فيتزويليامز أيضاً إلى أن هاري قد وسع الفجوة بينه وبين العائلة المالكة بإصدار مذكراته المثيرة للجدل في 2023، مما جعله يصل إلى جمهور عالمي ولكن بطريقة مدمرة. من المحتمل أن يشدد وضع والده الصحي من هذا الشعور بالندم حيال الأمور العائلية.

الملك تشارلز يخضع حالياً للعلاج من مرض السرطان الذي تم الإفصاح عنه للجمهور مؤخراً. في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية، ذكر هاري بأنه لا يجد جدوى من الاستمرار في القتال بعد الآن، مشيراً إلى قيمة الحياة والثمن الذي يدفعه في علاقته مع والده.

التقى الأمير هاري والده مرة واحدة فقط خلال رحلته القصيرة إلى المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي، ولم يُعرف الكثير عن الحوار الذي دار بينهما. وفقًا لتقرير «ديلي إكسبرس»، لا تزال الأمور العائلية تحت السيطرة رغم التحديات الكبرى.

قال الأمير أنه بسبب ما يعتقده من قضايا أمنية، فإن والده، الملك تشارلز، يرفض التواصل معه، إلا أنه أضاف أنه لا يرغب في الخوض في جدالات جديدة بعدما خسر استئنافًا قضائيًا يتعلق بمستويات الأمان التي يستحقها هو وعائلته أثناء وجودهم في المملكة المتحدة.

تمسك قصر باكنغهام بإعلان أن المحاكم قد درست كافة تلك القضايا بعمق، حيث توصلت إلى نفس النتيجة في كل مرة. في أعقاب حكم المحكمة، أعرب الأمير هاري عن عدم إمكانية عودته إلى المملكة المتحدة مع أسرته في الظروف الحالية.

كان الأمير هاري يهدف من خلال استئنافه إلى إلغاء التغييرات التي طرأت على ترتيبات أمنه منذ تخليه عن واجباته كعضو فاعل في العائلة المالكة وانتقاله إلى الولايات المتحدة عام 2020.

في الختام، يشير الخبراء إلى أن مقال هاري الأخير أظهر أفضل ما لديه، وسلط الضوء على وضعه الحالي كـ "منفي"، بالإضافة إلى توسع الفجوة بينه وبين العائلة المالكة بإصداره مذكراته المثيرة للجدل في العام 2023.