رئيسة وزراء إيطاليا جسر دبلوماسي جديد بين أمريكا وأوروبا

الأحد 20 أبريل 2025 - 03:37 م

رئيسة وزراء إيطاليا جسر دبلوماسي جديد بين أمريكا وأوروبا

ناصر البادى

يُعتبر زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى واشنطن الخميس الماضي زيارة مهمة في ظل الظروف الحالية. حيث أنها أول زيارة لمسؤول أوروبي بعد أن قرر الرئيس الأمريكي ترامب فرض رسوم جمركية على العديد من الدول حول العالم، واصفاً هذه الخطوة بأنها «يوم تحرير أمريكا».

تمثل هذه الزيارة اختباراً حاسماً لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فترة تشهد تغيرات متسارعة في المشهد العالمي. يُرى في ميلوني «الجسر الجديد» بين الولايات المتحدة وأوروبا، فهي تستطيع الحفاظ على علاقاتها مع القادة الأوروبيين وترامب أيضاً، ما يعد إنجازاً كبيراً.

في المكتب البيضاوي، لم تستغرق ميلوني وقتاً طويلاً لتشير إلى مضيفها بأنها تشاطره روحاً مشتركة. وأعلنت بالإنجليزية، «نحن الاثنان نخوض معركةً أخرى، معركة ضد الأيديولوجيات التي تسعى للقضاء على ثقافة التنوع والمساواة، وتهدف لمحو تاريخنا».

جزبت ميلوني، الشعبوية والمحافظة والسياسية الماهرة، انتباه ترامب ومستشاريه نظراً لحضور حفل تنصيبه في يناير 2025، وهي صديقة لمستشاره الرائد الملياردير إيلون ماسك. وتبنت الموقف المعادي للهجرة الذي ساعد ترامب في عودته إلى البيت الأبيض.

مثل رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، الذي زار البيت الأبيض هذا الأسبوع، عبّرت ميلوني عن إعجابها بشعار ترامب «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً»، مؤكدةً أن هدفها هو جعل الغرب عظيماً أيضاً.

سواء كان هذا طموح ترامب أم لا، فلا تُعد أوروبا أولوية رئيسة في أجندته. لقد انتقد ترامب أوروبا متّهما إياها بأنها أمضت العقود الأخيرة تساهم في «إفساد» أمريكا.

التقي ترامب بميلوني للمرة الأولى في باريس العام الماضي، واصفاً إياها بأنها «مصدر إلهام حقيقي». وفي اجتماع ثانٍ بمنتجع «مار إيه لاغو»، أعرب عن دهشته منها، مما يعزز مكانتها كجسر بين الإدارة الأمريكية الجديدة وأوروبا.

وأثناء فعالية مع رجال الأعمال الإيطاليين قبل مغادرتها واشنطن، أكدت ميلوني قائلةً: «إنها لحظة عصيبة، لا أشعر بأي ضغط كما يمكنكم أن تتخيلوا». ويوضح هذا الكلام التقارب الأيديولوجي بينها وبين ترامب.

ميلوني لديها آراء مشتركة مع ترامب في قضايا مثل الهجرة وحقوق النساء والإجهاض. ويأتي هذا في وقت تكون فيه العلاقات عبر الأطلسي وصلت لنقطة الاصطدام. ميلوني زعيمة منتخبة بناءً على برنامجها اليميني الذي يشاركها ترامب فيه.

على الرغم من دعم إدارة بايدن لميلوني لأوكرانيا، فإن هذا لم يجعلها مقربة من سلفه. ترامب يرى في ميلوني وسيلة للترابط بين أمريكا وأوروبا، نظراً لتضارب العلاقات مع قادة مثل ماكرون أو زيلينسكي.

حالياً، تعمل ميلوني بالتنسيق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على التغلب على التحديات الجمركية التي فرضها ترامب. لكن لديها قدرة محدودة في هذا الشأن، حيث يتطلب أي تفاوض أن يتم مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

رغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، يبقى السؤال المطروح: ماذا يسعى إليه ترامب في هذا الاتفاق، وما إذا كانت ميلوني ستتمكن من تحقيق مكتسبات جديدة في هذا الشأن.

تجارة إيطاليا مع الولايات المتحدة تمثل فائضاً يقدر بـ45 مليار دولار، بينما إنفاقها الدفاعي يعادل فقط 1.5% من ناتجها المحلي، مما يكون عادة مجالاً لانتقاد ترامب.


مواد متعلقة