تهديدات ترامب تدفع الكنديين لإلغاء عطلاتهم في أمريكا
الأربعاء 02 أبريل 2025 - 12:08 م

عندما قرر العديد من الكنديين تغيير وجهات سفرهم، كانت الأسباب مركّبة ومعقدة. بعد إعلانات السياسية والتوترات المتزايدة بين كندا والولايات المتحدة، قرر الكثير من الكنديين البقاء في الديار أو اختيار مقاصد مختلفة.
وجّه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، دعوة لمواطنيه لاكتشاف ما تقدمه بلادهم من جمال وخيرات، بدلاً من السفر إلى الولايات المتحدة، ولاقى التشجيع استجابة واضحة بين المواطنين.
أظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكندية تراجعًا ملحوظًا في رحلات الكنديين إلى الجارة الجنوبية بنسبة 13% في فبراير، مقارنة بالعام السابق.
أصبحت الحدود البرية أقل نشاطاً، حيث انخفضت عودة الزوار الكنديين من الولايات المتحدة بنسبة 23% في شهر فبراير 2024، بالمقارنة مع العام الذي سبقه.
إضافة إلى التوترات السياسية، عبر الكنديون عن قلقهم من التهديدات الأميركية بضم الأراضي الكندية، ما عزز من رغبتهم في البقاء في أماكن أكثر أمنًا.
تزايدت قصص الاحتجازات الطويلة للسياح وحاملي البطاقة الخضراء، ما أثار مخاوف إضافية بين الراغبين في زيارة الولايات المتحدة.
قد يؤدي تراجع الزوار الكنديين إلى الولايات المتحدة إلى تأثيرات اقتصادية سلبية، حيث يُحتمل أن يؤدي هذا الانخفاض إلى خسارة اقتصادية تُقدَّر بمليارين دولار و14 ألف وظيفة، بحسب جمعية السفر الأميركية.
وفي ضوء هذه التطورات، تابعت إدارة البيت الأبيض بإصرار سياسة التعريفات الجمركية، كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان عبر البريد الإلكتروني، أن التوترات لن تثنيهم عن السياسات المتبعة.
الكثيرون يشعرون بعدم الراحة إزاء الإنفاق في الولايات المتحدة، كما يعبر عن ذلك كريغ تريليب، الذي قرر تغيير وجهة سفره مع زوجته.
الشعور بعدم الأمان والتهديدات المستمرة دفعا الكثيرين إلى التفكير مرتين قبل اتخاذ قرار السفر إلى الولايات المتحدة، بحسب تعبير تريليب.
كرونال باتيل مثال آخر على الكنديين الذين قرروا تغيير وجهاتهم، مشيراً إلى أن مجموعة أصدقائه اتخذوا قرار مماثل بعد سماع أخبار عن احتجاز كنديين في الولايات المتحدة.
في ظل هذه التغيرات، وجدت شركات الطيران الكندية نفسها مضطرة لتخفيض سعة رحلاتها إلى الولايات المتحدة، مع تحويل المقاصد إلى أماكن أجمل وأكثر أمانًا مثل المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي.
قرار الرحلات البديلة شمل أيضًا شركة "فلير أيرلاينز"، التي توقفت عن رحلاتها إلى الولايات المتحدة، ما يدل على تحول واضح في خيارات السياحة الكندية.
المدن الأميركية التي كانت في السابق وجهات محببة للكنديين، مثل لاس فيغاس ونيويورك، تشهد الآن انخفاضًا في أعداد الزوار الكنديين.
في الوقت نفسه، نجد أن بعض المدن الأميركية مثل فينيكس شهدت زيادة في عدد الزوار، مما يدل على أن بعض الأماكن لا تزال تحظى بشعبية بين الكنديين.
نياغارا التي تُعد وجهة سياحية محبوبة لدى الكنديين شهدت أيضاً انخفاضاً في عدد زوارها، ما يعكس الشعور العام بعدم الارتياح السياسي والاقتصادي.
في نهاية المطاف، نرى أن الاستجابة الكندية للتوترات المتزايدة كانت ملحوظة، التأثير الاقتصادي لهذه الخطوات على الاقتصاد الأميركي سيكون موضوعاً مهماً للمراقبة في الأشهر القادمة.
بينما يستمر الكنديون في إعادة تقييم خياراتهم للسفر ومشترياتهم، مما يُظهر الروح الوطنية في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم