دول تتبادل ثرواتها الطبيعية بالمساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية
الإثنين 14 يوليو 2025 - 10:47 ص

كشف تقرير حديث لمنظمة غلوبال ويتنس أن بعض دول العالم الأكثر فقراً قد بدأت في دفع ملايين الدولارات لمجموعات ضغط مرتبطة بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في محاولة لتعويض الانخفاض في المساعدات الخارجية، وتخفيف المعاناة التي تواجه شعوبها بسبب الفقر.
ومن بين هذه الدول الصومال وهايتي والكونغو، التي وقعت على صفقات لممارسة الضغوط مع شخصيات مرتبطة مباشرة بالرئيس الأمريكي بعد تقليص المساعدات الإنسانية الدولية.
بعض هذه الدول بدأت بالفعل في تقديم مواردها الطبيعية المهمة، بما في ذلك الفلزات النادرة، مقابل الدعم العسكري أو المساعدات الإنسانية، كما جاء في تحقيق غلوبال ويتنس.
وكانت مؤسسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد أغلقت رسمياً الأسبوع الماضي، عقب قرار ترامب بحلها، وهي خطة نبه الخبراء إلى مخاطرها على الشعوب الفقيرة، خاصة في إفريقيا، حيث قد تؤدي إلى وفاة 14 مليون شخص على الأقل خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقالت إيميلي ستيوارت، رئيسة قسم سياسات المعادن الانتقالية في غلوبال ويتنس: "هذا الوضع يعقد الأمور ويجعل عقد الصفقات مع واشنطن أكثر إلحاحاً للدول منخفضة الدخل التي تصبح أكثر عرضة لاستغلال مواردها الطبيعية بشكل جائر".
ومنذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي، تم توقيع عقود بقيمة 17 مليون دولار بين شركات الضغط المرتبطة بترامب وعدد من أفقر دول العالم التي كانت تعتمد على مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عهد ما قبل ترامب.
وتكشف الوثائق المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأمريكي عن توقيع دول، بما في ذلك الكونغو الديمقراطية التي تشهد نزاعات على ثرواتها المعدنية، لعقود متعددة.
والكونغو أصبحت مستعدة تماماً لتوقيع صفقات لاستغلال المعدن للحصول على الأسلحة مع الولايات المتحدة، لدعمها ضد المتمردين المدعومين من رواندا، مما يفتح للشركات الأمريكية الباب للوصول إلى معادن نادرة كاليثيوم، الكوبالت والكولتان.
كما أن الكونغو وقعت عقوداً متعددة بقيمة 1.2 مليون دولار لشركة الضغط بالارد بارتنرز المملوكة لبرين بالارد، الذي يعمل لصالح ترامب منذ ما قبل انتخابه رئيساً عام 2016 وكان من كبار المانحين لحملته الانتخابية.
كذلك الصومال واليمن وقعوا عقوداً مع شركة بي جي آر التي تعمل في مجال الضغط والاتصالات، مقابل مبالغ بلغت 550 ألف دولار للصومال و372 ألف دولار لليمن.
وأصبح شون دافي، الشريك السابق في بي جي آر، وزير النقل في حكومة ترامب، مما يعزز الروابط بين الرئيس الأمريكي وهذه الشركة.
أما باكستان، وهي دولة تعاني من الفقر المدقع لكنها غنية بالمعادن، فقامت بتوقيع عقدين مع مجموعات ضغط مرتبطة بترامب بمبلغ 450 ألف دولار شهرياً.
أصحبت باكستان مرتبطة باتفاقيات مع عدة شخصيات في دائرة ترامب الضيقة، بما فيهم الحارس الشخصي السابق للرئيس كيث شيللر.
أولوية ترامب بالنسبة للموارد الطبيعية كانت تشمل الفلزات النادرة المهمة لأمن الولايات المتحدة، في ظل المنافسة العالمية على صناعة أشباه الموصلات، التي تسيطر سلاسل التوريد عليها الصين.
وتقدم بعض هذه الدول الفقيرة وصولاً حصرياً للموانئ والقواعد العسكرية والفلزات النادرة، مقابل المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة.
رغم أن التواصل بين الحكومات ومجموعات الضغط ليس جديداً، إلا أن غلوبال ويتنس قلقت من الديناميكية الاستغلالية التي تشهدها الدول الفقيرة مع توقيع هذه العقود الجديدة.
وأضافت ستيوارت: "نحن نشهد تخفيضات غير مسبوقة في المساعدات، مع اندفاع واضح للحصول على الفلزات المهمة، واستعداد من إدارة ترامب لضمان العقود مقابل المساعدات الإنسانية أو العسكرية".
واختتمت بالتأكيد على ضرورة أن تتم الاتفاقيات بشفافية وعدالة، مع التأكيد على الدور المهم الذي تلعبه المساعدات الدولية في جعل العالم أكثر أمانًا للجميع، وأن تحافظ على دورها الإنساني بعيداً عن التجارة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا