مساعي ترامب لتحويل التعليم الحكومي إلى تلقين مباشر في المدارس

تهدف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تغيير نمط التعليم في المدارس الحكومية بالولايات المتحدة من مرحلة الروضة إلى الصف الثاني عشر، لتحويله إلى «تلقين» يتجاهل أخطاء الماضي وسلبياته، ويركز فقط على الجوانب الإيجابية للقصة الأمريكية.

يثير الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب مخاوف من وقف المساعدات الفيدرالية إذا لم توافق المدارس على هذه الطريقة، ما أدى إلى احتجاجات واسعة من قبل الطلاب.

يطالب الأمر التنفيذي بتعزيز الإحساس الوطني لدى الطلاب، مع إدانة أي تعليم يروج لأيديولوجيات تُعتبر مضرة وغير محدودة بأميركا.

ومع ذلك، لا يمكن لترامب منع المدارس من تعليم الحقائق التاريخية لجيل المستقبل.

أصدر ترامب كذلك أمراً تنفيذياً يرفض «أيديولوجية الجندر» ويعتبر الادعاء بإمكانية تغيير النوع الاجتماعي غير صحيحاً. هذا الأمر يستخدم لمنع الطلاب الذين يغيرون جنسهم من المشاركة في الرياضات واستخدام المرافق العامة المتوافقة مع جنسهم الجديد.

أرسلت وزارة التربية والتعليم تهديداً للولايات بقطع المساعدات إذا لم تُتبع هذه الإرشادات، تبعاً لمطالب الوزارة الفيدرالية.

في مواجهة هذا الضغط، تدخلت المحاكم الفيدرالية لصالح المدارس. ثلاثة قضاة أصدروا أحكاماً تمنع حجب المساعدات التعليمية.

رفعت مجموعات المعلمين ومنظمات الحقوق المدنية دعاوى قضائية لوقف هذا التخفيض في المساعدات.

في الوقت نفسه، يسعى ترامب لتلقين الطلاب بنموذج أمريكي مثالي، يغيب عنه التاريخ الحقيقي والمظالم المرتكبة، مما يُعتبر إساءة لتعليم الأطفال وسوء ممارسة.

يجب على المدارس أن تقدم للطلاب صورة واقعية عن الماضي والحاضر ليستطيعوا فهم التحديات التي تواجه البلاد والتعلم من التاريخ.

أدرك الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أن نظامهم به عيوب مثلهم مثل الأشخاص الذين ساهموا في إنشائه.

تعلمنا ألمانيا وجنوب أفريقيا كيفية التعامل مع التاريخ السيئ، من خلال تعليم طلابهم عن الكوارث التي حدثت وأهمية تذكر الماضي لتجنب تكراره.

كما تعترف جنوب أفريقيا بفترة الاستعمار الأوروبي واضطهاد السود، وتحفظ الأماكن التاريخية لتذكير الأجيال الجديدة بما حدث.

تعليم الطلاب عن مساوئ الماضي يساعد في تكرارها، كما أكد الفيلسوف خورخي سانتيانا بأن "من لا يذكرون الماضي محكوم عليهم بتكراره".

من المهم أن يترك التعليم خارج الحسابات السياسية بأن يسعى أي حزب سياسي لجعل التعليم جزءًا من أجنداتهم.

الكونغرس، بحكم سيطرة الجمهوريين عليه، يجب أن يقف ضد محاولات إدارة ترامب لتقليص التمويل كوسيلة ضغط على المدارس.