لحظات حرجة تنقذ المرضى بعد الإصابة بالجلطة الدماغية

كشف الدكتور سهيل عبدالله الركن، استشاري المخ والأعصاب ورئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، أن عدد حالات الإصابة بالجلطة الدماغية سنوياً في الإمارات يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف حالة. وأكد أن معدلات الإصابة لم تشهد زيادة ملحوظة، وذلك لأن أكثر من 70% من سكان الدولة هم دون سن الـ45.

وأوضح في تصريح لـ"الإمارات اليوم" أن الآلاف من المرضى يتلقون العلاج سنوياً في الدولة باستخدام الدواء المذيب للجلطة، أو من خلال القسطرة الدماغية. وأكد أن الساعات الأولى من الإصابة تُعد حيوية، وهو ما يُعرف بـ"الساعة الذهبية"، حيث تُمكن إعطاء العلاج اللازم.

وأشار إلى أن الإمارات تعتمد نهجاً متقدماً في علاج الجلطات الدماغية، حيث يوجد حاليًا 12 مركزاً متخصصًا بمقارنة مع مركزين فقط منذ 10 سنوات. وقد شهدت الدولة تطوراً في مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

تمتلك الإمارات ستة مراكز متخصصة مجهزة بأحدث التقنيات والبروتوكولات للتعامل مع الجلطات. وتُعد الجلطة الدماغية ثاني سبب للوفاة عالمياً بعد أمراض القلب والمسبب الأول للإعاقة بين البالغين.

حدد الدكتور الركن خمسة أسباب رئيسية لتزايد حالات الإصابة بالجلطة الدماغية، وهي ارتفاع ضغط الدم الذي يسبق 70% من الحالات، ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب مثل عدم انتظام ضربات القلب، والتدخين، وارتفاع الكوليسترول.

كما أشار إلى أن زيادة الوزن، وقلة ممارسة الرياضة، وتناول الوجبات السريعة الغنية بالأملاح هي عوامل حديثة بدأت تساهم في ارتفاع معدلات الإصابة حيث تسبب ارتفاع ضغط الدم، وهو السبب الأساسي للجلطات الدماغية.

وعن أعراض الجلطة الدماغية، أوضح أن أهمها يمكن تلخيصها بكلمة "عاجل"، حيث حرف الـ"عين" يعني عسر النطق، و"الألف" يشير إلى انحراف في الوجه، و"جيم" يعني ضعف اليد أو القدم، و"اللام" يعني لا تتأخر في طلب المساعدة.

وأكد الركن ضرورة نشر الوعي بهذه الأعراض بين مختلف فئات المجتمع، وأشاد بمنظومة الإسعاف في الإمارات مثل إسعاف دبي والإسعاف الوطني، حيث أن طواقمها مدربة على تشخيص الحالات بسرعة.

أشار الركن إلى أن 70% من مرضى الجلطات الذين يصلون إلى المراكز العلاجية يتم نقلهم بواسطة الإسعاف، مما يسهم في تقليل الوقت اللازم لبدء العلاج وإنقاذ حياة المرضى. وأكد أن الإمارات تبذل جهوداً كبيرة في تعزيز الوعي بمخاطر الجلطة الدماغية.