ثلث أطفال بريطانيا يعانون من الفقر المدقع

الخميس 27 نوفمبر 2025 - 06:22 ص

ثلث أطفال بريطانيا يعانون من الفقر المدقع

منى شاهين

لم يكن يتبادر إلى ذهن البريطانية، ثاي جافي، أنها ستضطر يوماً للاعتماد على بنك مخصص لمساعدة الأطفال، إذ كانت تعمل سابقاً في توجيه الأمهات المحتاجات في مجتمعها إلى جمعية تقدم المستلزمات الأساسية للأطفال الجدد، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ولكن عندما أصبحت حاملاً بطفلها الثاني، لم تكن تتوقع هذه الصعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية.

وناقشت في مقابلة مع «سي إن إن» الصعوبات التي واجهتها، وقالت: «استقبال طفل جديد دون ميزانية ملائمة أمر صعب»، وأوضحت أنها كانت تعاني من الفقر حتى قبل مولودها الثاني، ولكن الوضع ازداد سوءاً.

بدأ فقر الأطفال في المملكة المتحدة يصل إلى مستويات خطيرة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والصعوبات الاقتصادية والمعيشية العديدة.

ومع تراجع الدعم والخدمات، تدخلت مؤسسات خيرية مثل «ليتل فيلدج» لسد بعض الفجوات التي خلفتها الأوضاع المتدهورة.

كانت أزمة فقر الأطفال محل اهتمام واسع، خاصة بعد أن أظهرت الإحصائيات أن حوالي 4.5 ملايين طفل في المملكة المتحدة يعيشون تحت خط الفقر.

وفي أحدث الدراسات، وُجد أن نحو مليون طفل يعانون من فقر مدقع، وهم محرومون من أساسيات الحياة مثل الغذاء والملابس.

صرحت المديرة التنفيذية لجمعية «ليتل فيلدج»، أن بعض العائلات تعتمد كلياً على الغذاء الأساسي مثل الأرز ورقائق الذرة، وقد تكون تعيش في ظروف سكنية سيئة.

هناك عائلات تفي احتياجاتها الأساسية، ولكن تعاني من القلق المالي المستمر ولا تملك أي ضمان مالي.

روت إحدى الأمهات كيف أن رغبة أطفالها في العيش مثل أقرانهم تضعها أمام تحديات مالية كبيرة.

تواجه العديد من الأمهات ذوات المؤهلات الجامعية صعوبة في استعادة توظيفهن بسبب ظروف أطفالهن الصحية أو السلوكية.

بعض العائلات فوق خط الفقر ولكن تثقل كاهلها مصاريف السكن ورعاية الأطفال، تاركة إياهم دون فائض لفعل أي نشاط إضافي.

الحقيقة الصعبة أن 70% من العائلات الفقيرة لديها أفراد يعملون، ومع ذلك يعانون من تكاليف عالية لرعاية الأطفال.

ما زال فقر الأطفال مشكلة مستمرة، ولكن الواقع اليوم يظهر أنه ارتفع بشكل ملحوظ مقارنة مع البلدان الأخرى.

التوقعات تشير إلى أن الفقر سيزداد مستقبلاً إلا إذا تم اتخاذ إجراءات فعلية للتعامل مع هذه الأزمة.

الأرقام المتزايدة في فقر الأطفال تعكس فجوة عدم المساواة المتزايدة في المملكة، حيث أن نسبة كبيرة من الأطفال الفقراء يعيشون في مجتمعات السود.

تعمل جافي بدوام كامل في مجال العملاء، لكن جهدها المالي غير كاف لتلبية كل احتياجاتها وأطفالها.

برنامج التقشف الذي كان يهدف إلى خفض النفقات، جرد الكثير من الأسر من الإعانات اللازمة، مما أثر سلباً على فقر الأطفال.

سياسات الحكومة الحالية تقيد قيمة الإعانات وتجعل بعض الأسر في موقف صعب للغاية من حيث تلبية احتياجاتهم.

المبادئ السياسية التي تم تبنيها حديثًا ظاهر تأثيرها في تزايد عدد الأطفال الذين يعيشون في ظروف فقر.

تحاول الحكومة العمالية الحالية العمل على تحسين أوضاع الأطفال من خلال برامج دعم وتنمية متعددة.

لكن ما زال التوازن بين الاستثمار في الخدمات العامة والتوفير المالي يمثل تحدياً كبيراً للحكومة.

الكثير من الآباء في المملكة المتحدة يجدون صعوبة متزايدة في تدبر مصاريف الحياة اليومية خاصة لأولئك القريبين من خط الفقر.

الجمعيات الخيرية، مثل «ليتل فيلدج»، تشير إلى تضاؤل قدرة الناس على الصمود في ظل تزايد الصعوبات.

الأمل معقود على تدخل سريع وفعال من الجهات المعنية لإنقاذ آلاف الأطفال من الدخول في دائرة الفقر المتزايدة بحلول عام 2030.


مواد متعلقة