بريطانيا تواجه نقص الاستعداد لمواجهة تصاعد التهديدات الناتجة عن الحرائق

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 03:15 ص

بريطانيا تواجه نقص الاستعداد لمواجهة تصاعد التهديدات الناتجة عن الحرائق

منى شاهين

تفيد الأرقام الجديدة بأن حرائق الغابات في المملكة المتحدة دمرت هذا العام مساحات شاسعة من الأراضي، باتت عبئاً ثقيلاً على خدمات الإطفاء في البلاد. لقد كانت الخسائر في الأراضي والبيئة مثيرة للمخاوف. بحلول نوفمبر 2025، قدّرت الأنظمة المسؤولة عن معلومات حرائق الغابات أن الحرائق التهمت 47 ألفاً و26 هكتاراً في المملكة المتحدة. هذا الرقم يعكس أزمة حقيقة في مجال البيئة. وجه اتحاد فرق الإطفاء في بريطانيا رسالة مهمة إلى الحكومة، تحت ضغط من مجموعات تهتم بقضايا المناخ والمنظمات الأخرى. وطالبوا باستثمار طويل الأجل في خدمات الإطفاء. نصت الرسالة على أن المملكة المتحدة ليست مستعدة بما فيه الكفاية لمواجهة حرائق الغابات والفيضانات. تحتاج خدمات الإطفاء والإنقاذ إلى دعم مالي لتجنب الكوارث القادمة. في شهر أغسطس الماضي، اندلعت حرائق تاريخية في منطقة معينة، واحتاج الأمر إلى استدعاء رجال إطفاء من جميع أنحاء المملكة المتحدة للمساعدة بسبب نقص الموارد. هكذا، فإن النقص في التمويل والتجهيزات الأساسية لأماكن ومجموعات الإنقاذ يخلق الكثير من القلق في المجتمع، ويفرض تحديات كبيرة على خدمات الطوارئ. كما أن نقص التمويل أثَّر بشكل سلبي على التفاعل مع التغيرات المناخية، ما يزيد من عبء الاستجابة للطوارئ في أوقات الأزمات. أثبتت موجات الحارة المتتابعة في بداية 2025 أن هناك حاجة ملحة لتحسين الجاهزية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم حرائق الغابات. أشار الخبراء إلى أن الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة ساهمت في خلق ظروف مثالية للاشتعال وانتشار النيران بسرعة عبر الأراضي البور. أكد علماء المناخ أن استمرار ارتفاع غازات الدفيئة له تأثير عميق على التيار النفاث، والنتيجة هي ظواهر مناخية غير مسبوقة. من الأهمية بمكان التركيز على تحسين تقنيات استشعار الحرائق، حيث باتت أجهزة الاستشعار الأرضية وصور الأقمار الصناعية أدوات حيوية في هذا الصدد. أكدت نماذج الذكاء الاصطناعي للحرائق أهمية التنبؤ بنقاط الخطر المحتملة بناءً على الظروف المناخية وخصائص الاحتراق. تنظيم الأراضي وإدارتها بشكل فعال يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تقليص احتمالات نشوب الحرائق. لكن هذه الممارسات غالباً ما تكون محل جدل. الحرق الانتقائي لبعض الأراضي يثير التساؤلات حول الفوائد مقابل الأضرار البيئية المحتملة. وأحياناً يصل الحوار إلى نقاط معقدة بين الجهات المختلفة. يوجد بالفعل واقع صعب يواجه ملايين المنازل في بريطانيا، التي تتعرض لخطر الفيضانات في المستقبل القريب. وقد يتطلب الوضع إجراءات سريعة وفعّالة. إن تأمين تمويل كافٍ لفرق الإطفاء والإنقاذ بات ضروريًا، لأن نقص الموارد قد يؤخر استجابة الطوارئ بشكل مؤثر. الوعي المتزايد بخطورة التغيرات المناخية جعل من الضروري إعادة تقييم استراتيجيات الطوارئ. هذا الموضوع يرتبط بشكل وثيق بالعواقب الاجتماعية والاقتصادية للنظام البيئي. وفي النهاية، يجب التنويه بأن مشاكل التمويل وعدم كفاية الموارد واستمرار التغيرات المناخية تمثل تحديات مستقبلية يجب التعامل معها بجدية ومرونة.

مواد متعلقة