مصلح العرياني: طفل إماراتي يحوّل منزله إلى مختبر بيئي مستدام

السبت 06 سبتمبر 2025 - 11:08 م

مصلح العرياني: طفل إماراتي يحوّل منزله إلى مختبر بيئي مستدام

راشد مطر

لا يقاس شغف الطفل مصلح سعيد هداد العرياني بالمتراث بل بالابتكار والإبداع. مصلح، البالغ من العمر تسعة أعوام، حول منزله إلى مختبر زراعي، حيث زرع 15 نوعاً من الخضراوات في مساحة صغيرة دون استخدام مبيدات أو أسمدة كيميائية.

بدأت قصة مصلح عندما كان في الرابعة من عمره، حيث كان يأخذ النباتات ويضعها في غرفة نومه، مما أدى إلى تخصيص مكان صغير له لممارسة هوايته في الزراعة. منذ ذلك الوقت، نجح في زراعة أنواع متعددة من الخضراوات، بما في ذلك الفليفلة والطماطم والجرجير.

في عمر الخامسة، بدأ مصلح بالاهتمام بالتربة وطرق الري، مما دفعه إلى الاطلاع على الزراعة العضوية والاعتماد على السماد الطبيعي من بقايا القهوة والشاي والخضروات. وبعد زيارة معرض التمور في العين، زرع نخلات في حديقته.

رغم المساحة الصغيرة، تمكن مصلح من تزويد عائلته بالخضراوات الطازجة، كما وزع إنتاجه على الجيران، حيث أصبح معروفاً بمهارته في التخطيط الزراعي للمواسم المتغيرة.

في المدرسة، لاحظ مصلح غياب المساحات الخضراء، فقرر بمساعدة خبير زراعي تشكيل فريق زراعي صغير من زملائه، وتم تكريمه بشهادة قائد فريق المدرسة. كما نظم ورش عمل للطلاب الصغار.

بالإضافة إلى زراعته، أبدع مصلح في مهرجان العلوم والتكنولوجيا بمشروعه "اصنع من الماضي"، حيث أعاد استخدام قماش السدو لتجميل الأغراض بطرق صديقة للبيئة. حصل على رخصة تجارية لبيع منتجاته في المعارض وعبر الإنترنت.

كما انتقل مصلح بحبه للزراعة إلى المطبخ، حيث أصبح يجرب وصفات من إنتاجه، مثل صالونة القرع والبطاطا المشوية. يخصص وقتاً لمتابعة نمو نباتاته، ويفضل قضاء الوقت في الحديقة مع جدته في ظل خيمة صغيرة أعدها في الحديقة.

تؤكد والدة مصلح أن الإبداع يجري في عروق العائلة، فشقيقاته أيضاً موهوبات في الرسم والكتابة. وتحدوها الأمل بأن يظل شغف مصلح بالزراعة جزءاً من حياته، حيث يحلم بأن يكون سفيراً أو طياراً لكنه يعلم أن الزراعة ستظل ترافقه.


مواد متعلقة