"أم الذكاء الاصطناعي: الضرورة تشعل شرارة الابتكار في إفريقيا"
الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 08:28 ص

أفادت خبيرة الذكاء الاصطناعي في إفريقيا، لافينا راكيسون التي تبلغ من العمر 47 عاماً، وتعمل مستشارة في الاتحاد الإفريقي للذكاء الاصطناعي، بأنها ترى أن الابتكارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تأتي غالباً بسبب الحاجة أو الضرورة.
وقالت راكيسون، المعروفة في إفريقيا بـ"أم الذكاء الاصطناعي"، في مقابلة مع صحيفة "إلباييس" الإسبانية، إن قطاع الصحة يمكن أن يكون له الاستفادة الكبرى من الذكاء الاصطناعي لحل العديد من المشكلات التي يعاني منها.
أما عن كيفية المساعدة في تطور إفريقيا من خلال الذكاء الاصطناعي، فإنها ترى أن هناك طرقاً متعددة، وتحب ذكر الكثير من الأمثلة التي توضح إمكاناته، مثل الشاب الأوغندي البالغ من العمر 16 عاماً، الذي ابتكر تطبيقاً لتحسين أداء مزرعة عائلته.
ويشير التطبيق إلى استخدام البيانات عن المحصولات والطقس، مما أثبت نجاحاً كبيراً بالمنطقة وبدأ مزارعون آخرون باستخدامه أيضاً. وتعتقد أن الزراعة تأتي في الأهمية بعد القطاع الصحي في الاستفادة من التكنولوجيا لإدارة الموارد النادرة بشكل أفضل.
في زامبيا، يتم العمل على تحويل النظام الصحي إلى نظام رقمي كامل لتحسين كفاءة الوصول إلى المرافق الصحية وتوفير الأدوية، لاسيما في المناطق الريفية. على الرغم من ذلك، هناك تحديات هيكلية تواجه الدول الإفريقية في سبيل تحقيق كامل إمكانات التقنية.
تعمل التقنيات ضمن أنظمة بيئية متنوعة وتتطلب جهود متعددة الأبعاد لتحقيق الاستفادة القصوى. فالذكاء الاصطناعي قد يساعد في توفير الطاقة وتقليل هدر الطعام، كفائض نيجيريا وعجز غانا يمكن معالجته بسرعة لتلبية الاحتياجات المشتركة، ويعد الذكاء الاصطناعي أداة محورية للتوسع وتحسين الأداء في القارة.
وحول إمكانية تشجيع الذكاء الاصطناعي للقادة الأفارقة على قيادة التحول الرقمي، تعبر راكيسون عن أملها في أن يدفع القارة نحو الأمام للتفكير في كيفية استخدام هذه الأداة الجديدة لتحقيق أقصى المنافع الاجتماعية.
تقول راكيسون أيضاً إنه قد يكون هناك مخاطر من الانبهار بالذكاء الاصطناعي ما قد يدفع لتجاهل أدوات أخرى أقل تطوراً ولكنها أكثر فاعلية في سياقات معينة، مثل الأموال المتنقلة التي انتشرت لتعويض نقص الاتصال بالإنترنت، مما سمح بتدفق الأموال بحرية أكبر في أفريقيا.
وتشير الدراسات الأخيرة لـ"اليونسكو" إلى وجود فجوة بين الجنسين في التدريبات التكنولوجية، فهناك 40 امرأة مقابلة لكل 100 رجل إفريقي مدربون على برنامج "آكسل"، مما يعزز الحاجة لمزيد من الجهود لسد هذه الفجوة.
أما من الناحية السياسية، هناك تقدم ملحوظ بوجود العديد من الوزيرات في الحكومات الإفريقية. لكن الاعتقاد بأن التكنولوجيا قد تكون الحل لجميع المشكلات قد يُعتبر نوعاً من الغطرسة.
وتحوي هذه المسألة بعداً وجودياً، تُعد الأسئلة حول اعتماد البشرية على التكنولوجيا لحل مشكلاتها أو استخدامها لتطوير نفسها جوهرية. لذلك، ينبغي علينا العودة للرؤية الأساسية للبشر ككائنات متفائلة ولطيفة، لتحقيق التوازن الضروري.
تساهم هذه الابتكارات في تحسين الحياة اليومية بشكل كبير، وتظل التكنولوجيا أداة فعالة لتحقيق النمو وتعزيز الأداء في مختلف القطاعات إذا استُخدمت بطريقة متوازنة ومدروسة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا