محمد الغفلي يحول إعاقته البصرية إلى إنجاز عبر الذكاء الاصطناعي
الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 02:56 ص

في عالمنا الحديث، تعد التكنولوجيا أحد العناصر الرئيسية التي تشكل حياتنا اليومية، ومع ذلك هناك بعض الفئات التي قد تواجه بعض العقبات في الوصول إلى هذه التقنيات، وأبرزها فئة المكفوفين. الإعلامي الكفيف محمد الغفلي اختار التغلب على هذه التحديات بإنشاء منصة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي خصيصاً لهم، وتدعى "بلايند أي إي كوميونيتي".
محمد الغفلي يمتلك روح المغامرة والإصرار، فقد قرر تحدي واقعه واستخدام تجربته الشخصية كدافع لتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين حياة المكفوفين الذين يشاركونه ذات التحديات. وهو يعمل بحماس على توظيف الذكاء الاصطناعي لإبداع أدوات تساهم في تسهيل حياة المكفوفين وتمكينهم من الاستفادة من هذه التقنية الحديثة.
الغفلي تحدث عن بدايات فكرة المنصة قائلاً أن دراسته للإعلام وعمله في المجال قد حفزه على التفكير في كيفية توفير منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتمكين المكفوفين في الكتابة، توليد الصور والفيديو، وتحضير العروض التقديمية.
أضاف أن معظم المكفوفين يحتاجون إلى مساعدة الآخرين في مهام عديدة، مثل الكتابة وتحضير العروض التقديمية، ولذلك انهالت تبريراته لتعلم الذكاء الاصطناعي وانضم إلى برامج تدريبية متعددة لاكتساب المعرفة في هذا الحقل.
الغفلي أطلق منصة رقمية تهدف إلى تقديم حلول واستشارات مصممة خصيصاً للمؤسسات التي ترغب في تعزيز خدمتها بما يناسب احتياجات المكفوفين، بأسلوب يسهل عليهم استخدام الأدوات الرقمية في حياتهم اليومية.
تتضمن المنصة دورات تدريبية تهدف إلى استغلال الذكاء الاصطناعي في البحث وصناعة المحتوى، بما يساعد المكفوفين من خلال مواد سمعية متاحة لهم بالمنصة.
المنصات الرقمية المخصصة للمكفوفين كانت تتواجد بالفعل، ولكن الغفلي أراد تحسين وتطوير المحتوى العربي، خاصة أن الكثير من المكفوفين لا يجدون محتوى عربياً متاحاً لهم بالقدر الكافي.
أوضح الغفلي أن المنصة في مرحلتها التجريبية حالياً، ويهدف من خلالها إلى جمع التعليقات والملاحظات من مستخدميها لتحسينها مستقبلاً، كما أنه قام بإنشاء مجموعة للمكفوفين من مختلف الدول العربية لدعم وتبادل الخبرات في هذا المجال.
أكد الغفلي على أهمية العلم للجميع وضرورة تجنب احتكار المعلومات، مشيراً إلى أن أكبر التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم تكمن في تصميم أدوات تتناسب تقنياً مع احتياجاتهم.
قدم الإعلامي ورشة تدريبية لجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً بهدف تعليم المكفوفين كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وكانت من أولى الورش من نوعها التي تخاطب المكفوفين مباشرة.
يسعى الغفلي لتوسيع نطاق هذه الورش لتشمل الخليج وتكون متاحة عبر الإنترنت ليتمكن المكفوفون من الوصول إليها والتفاعل معها بشكل فعال.
منصة "بلايند أي إي كوميونيتي" حظيت بتفاعل وإقبال كبير من المكفوفين، والغفلي يأمل في أن تتاح لهم المزيد من الفرص للمشاركة في تصميم برامج الذكاء الاصطناعي بالمستقبل.
محمد الغفلي أشار إلى أن التحديات التقنية الحالية تعيق قليلاً تقدمهم، ولكنه يركز جهوده على تجاوز هذه العقبات بإصرار وإبداع.
مواد متعلقة
المضافة حديثا