دمج الطبيعة في المدن الذكية لخدمة الإنسان الذي يقضي وقته في الداخل
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 09:34 ص
تواجه المدن في جميع أنحاء العالم خمسة تحديات رئيسية في مساعيها نحو المستقبل، وفقاً لخلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل. وأكد أن دبي تواصل دورها الريادي في صياغة حوارات دولية حول مستقبل المدن، من خلال نهج يقوم على التعاون والابتكار وتوظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتعزيز استدامة الحياة.
وخلال كلمته في اليوم الثاني من فعاليات أسبوع مستقبل المدن، قال بلهول إن مستقبل المدن يتطلب تنسيقاً متناغماً بين الإنسان والتكنولوجيا والطبيعة. وأكد أن دبي اليوم تُعَد منصة عالمية لإطلاق الأفكار والابتكارات القادرة على تشكيل مدن أكثر ذكاءً واستدامة وإنسانية.
وأوضح بلهول أن التحدي الأول يتمثل في استهلاك الطاقة، حيث تستحوذ المدن على نحو 75% من الطاقة الإجمالية عالمياً. ومع ذلك، يُهدر جزء كبير منها قبل الاستخدام، مؤكداً أهمية التحول من النظم التقليدية إلى شبكات طاقة ديناميكية ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية للتنبؤ بالاحتياجات وإعادة توزيع الفائض.
وأشار بلهول إلى أن "الطاقة الديناميكية" ستكون ركيزة رئيسية لمدن المستقبل، التي ستعمل ككائنات حية تستجيب لاحتياجات سكانها في الزمن الحقيقي. وتحدث عن التحدي الثاني المتعلق بتوزيع الحرارة، مشيراً إلى أن التفاوت الحراري أصبح شكلاً جديداً من عدم المساواة.
وقال بلهول إن المنازل المبردة في المناطق الحارة لا تتجاوز نسبة 15% فقط، داعياً إلى اعتماد ثورة المواد كحل محوري، عبر استخدام مواد مبتكرة كالطلاءات النانوية والعوازل المتقدمة لتحويل الغابات الخرسانية إلى بيئات حضرية ذكية تعزز جودة الحياة.
أما التحدي الثالث فهو الانفصال المتزايد عن الطبيعة، حيث يقضي الأفراد أكثر من 90% من أوقاتهم داخل الأبنية المغلقة. وشدد بلهول على ضرورة دمج عناصر الطبيعة في المدن باستخدام تقنيات تحاكي الضوء والرياح والبيئة الطبيعية داخل المساحات الحضرية.
وفيما يخص تحدي المياه، لفت بلهول إلى أن 1% فقط من مياه الأرض صالحة للاستخدام، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في "تكنولوجيا المياه" المعتمدة على الأنظمة الذاتية والذكاء الاصطناعي. وأكد ضرورة توقع النقص وتوسيع تقنيات التحلية بالاعتماد على الطاقة المتجددة لتحويل الندرة إلى وفرة.
التحدي الخامس يتعلق بتراجع التنوع البيولوجي، حيث يواجه نحو مليون نوع خطر الانقراض. وقدم بلهول رؤية لمدن المستقبل كملاذ لجميع أشكال الحياة من خلال دمج بيئات مطبوعة بتقنية الطباعة رباعية الأبعاد وأنظمة بيئية ذكية تتطور بالتوازي مع الإنسان.
وأكد بلهول أن دبي تقدم نموذجاً عملياً لتطبيق هذه الرؤى، مستشهداً بمشروع "دبي ريف" الذي يوظف الروبوتات والابتكار البحري لبناء واحد من أكبر أنظمة الشعاب المرجانية الاصطناعية في العالم، بما يعزز استدامة البيئة البحرية ويعيد التوازن للتنوع البيولوجي وغيرها من مشاريع الاستدامة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا