الأكل العاطفي: كيف تدمّر الوجبات المريحة صحتك النفسية والجسدية؟

يعتبر الأكل الزائد بسبب الحالة النفسية من الظواهر الشائعة التي يُطلق عليها "الأكل العاطفي"، حيث يلجأ الشخص إلى تناول الطعام لأسباب غير متعلقة بالجوع الحقيقي. يؤثر الطعام على مشاعرنا وقد يصبح وسيلة للتعامل مع الأوقات الصعبة، مما يملأ الفراغ العاطفي أو يُخفف من الملل. ومع مرور الوقت، قد ينعكس هذا السلوك على الصحة العامة.

يُعرّف الأكل العاطفي بأنه تناول الطعام للسيطرة على المشاعر السلبية مثل التوتر أو الغضب أو الوحدة. تتسبب ضغوط الحياة اليومية في تحفيز الأكل العاطفي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن السريع. حذر الأطباء وخبراء التغذية من هذه الظاهرة التي تخلق علاقة غير صحية مع الطعام.

الدكتور فتحي الجيوراني، استشاري الطب الباطني، أشار إلى أن الملل أو الرغبة في التحفيز أو نقص الأنشطة الممتعة قد يدفع البعض لتناول الطعام. إدراك الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي "الحقيقي" أمر بالغ الأهمية لضمان تلبية احتياجات الجسم الفعلية وعدم استخدام الطعام لمعالجة المشاعر.

وأوضح أن الجوع العاطفي قد يؤدي إلى شعور بالذنب بعد الأكل وعادة ما يأتي مع رغبات معينة كالأطعمة السريعة، بينما يعتمد الجوع الجسدي على الحاجة الفعلية للطاقة. هناك استراتيجيات يمكن اتباعها لتخفيف هذه الحالة منها ممارسة الرياضة أو الأنشطة الفنية.

من المهم تناول كوب من الماء قبل الأكل، وإذا لم يتمكن الشخص من التحكم في هذه الحالة، يمكنه تناول وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه أو الخضروات أو الزبادي التي تساهم في كبح الرغبة في تناول الطعام.

الدكتور مدحت الصباحي، استشاري الطب النفسي، لفت إلى أن المشاعر السلبية تُعتبر محفزاً قوياً لتناول الطعام بكثرة. الناس يلجأون للأكل كملاذ للهروب من المشكلات النفسية. كما أوضح أن المشكلات العاطفية يمكن أن تخلق إحساساً زائفاً بالفراغ يحتاج لملئه بالطعام.

تظهر الأكل العاطفي كأحد أعراض مرض الاكتئاب غير النمطي واضطرابات تناول الطعام. حدد الصباحي أهمية تحديد الأسباب الأخرى لتطوير استراتيجية لمعالجة هذه العادة.

الدكتورة سلام صغير أخصائية التغذية العلاجية، بينت أن التوتر يزيد من هرمون الكورتيزول الذي يُحفّز الرغبة في الأكل. عدم القدرة على التمييز بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي هو إحدى الدوافع الرئيسة للأكل العاطفي.

من علامات الأكل العاطفي أنه يظهر فجأة، ويؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في أوقات غير معتادة. من المهم وضع أهداف لمكافحة هذه العادة، بالإضافة إلى شرب الماء بكميات كبيرة وممارسة الرياضة.

للسيطرة على سلوك الأكل العاطفي، قدمت تانيا إلياس 6 نصائح منها الاحتفاظ بمفكرة غذائية لتدوين ما نأكل، والتحقق من واقعية الشعور بالجوع، والحصول على دعم العائلة والأصدقاء، والتخلص من الأطعمة المغرية.

المختصون أكدوا أن الجوع العاطفي يحدث فجأة ويصعب السيطرة عليه مقارنة بالجوع الحقيقي، لذا يُعتبر الجوع الحقيقي تدريجياً ويمكن للإنسان التحكم فيه بسهولة.