شعراء إماراتيون من أصحاب الهمم يطالبون بدعم إعلامي بلا شفقة أو مِنَّة

الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 03:45 ص

شعراء إماراتيون من أصحاب الهمم يطالبون بدعم إعلامي بلا شفقة أو مِنَّة

ليلى زكريا

أوضح الشعراء الإماراتيون من أصحاب الهمم أن الإعاقة الجسدية لم تكن عائقاً أمام تعبيرهم الشعري، بل شكلت دافعاً لإبراز مواهبهم. ورغم قلة الحاضنات الثقافية التي تهتم بهم وقلة فرص الدمج وصعوبة النشر، طالبوا بلفتة إعلامية تركز على دعم مواهبهم الأدبية وتوفير منابر ثقافية تبرز تجاربهم.

الأديب عمر فايز العمري، الذي فقد بصره منذ الولادة، تمكن من تجاوز عثرات إعاقته بدعم من عائلته حتى نال البكالوريوس في القانون، ولم يتخلَ عن موهبته الشعرية. يقول العمري: "نشأت في بيئة تهتم بالقوافي، ووالدي وشقيقي كانا يكتبان الشعر".

وأحرز العمري المركز الثالث في مسابقة "شاعر الهمم" مع مؤسسة زايد العليا، ويرى أن المشاركة خطوة في الاتجاه الصحيح لنشر مواهب أصحاب الهمم في الساحة الأدبية، مطالباً بتوفير فرص للالتقاء بهم وتشجيعهم.

من جانبه، يكرس الإماراتي محمد الغفلي نفسه في مجالات اجتماعية وإعلامية متعددة، إلا أن شغفه بالشعر يبقى في الظل. استعرض الغفلي تجربته الشعرية في "الشلات" والأعمال الشعرية المختلفة التي عرضها على قناته في "يوتيوب" مثل أوبريت "50 الهمم" الذي يضم 50 مبدعاً.

أوضح الغفلي أهمية وجود قاعدة بيانات للشعراء من أصحاب الهمم وأن تكون المؤسسات الثقافية مسؤولة عن إبراز تلك التجارب، مقترحاً إقامة أسبوع لدعم أصحاب الهمم مع التركيز على إبداعاتهم في اليوم العالمي لهم في 3 ديسمبر.

الشاعر خلف الكعبي، الذي واجه تحديات صحية عديدة، بدأ مشواره في الشعر النبطي في التسعينات، وواصل طرق الأبواب حتى فتحت له بعض النوادي أبوابها. رغم عدم تجاوب وسائل الإعلام الثقافية معه بشكل كبير، إلا أنه ناشدها بالابتعاد عن الشفقة والنظر إليه كصاحب موهبة حقيقية.

أما الشاعرة إسراء علي الأميري فقد تجاوزت إعاقتها البصرية، وأثبتت جدارتها في الشعر المحكي بجمعها لنحو 100 قصيدة، وتعتبر إسراء الشعر الوسيلة الأقرب لقلبها وتعكس ما يشعر به وجدانها، وهي مفتوحة على تجارب شعراء الهمم الإماراتيين مثل عمر العمري ومسعود الأحبابي.

أكد محمد خميس السويدي، مدير بيت الشعر في الفجيرة، أن أصحاب الهمم من الشعراء يمتلكون مواهب حقيقية ويدعمهم بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع الشعراء الآخرين، مبرزاً أهمية تقديم الدعم لهم لتمكينهم من الاندماج في المجتمع الأدبي.

في سياق دمج أصحاب الهمم في الساحة الثقافية والشعرية، أوضح الشاعر العُماني فاضل بن ناصر الهادي المقيم في الإمارات منذ عام 1997 أن هناك تقصيراً في دعم هذه الفئة، مطالباً بتنظيم المزيد من الفعاليات والأمسيات الشعرية لدمجهم في المناسبات العامة وتوفير شراكات مع دور النشر لعرض أعمالهم.


مواد متعلقة