حاكم الشارقة يهدي مخطوطاً نادراً وكتاباً بابوياً لجامعة القلب المقدس

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 02:20 ص

حاكم الشارقة يهدي مخطوطاً نادراً وكتاباً بابوياً لجامعة القلب المقدس

احمد الشعالى

أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مخطوطاً تاريخياً أصلياً ونادراً إلى جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، ويعود تاريخ المخطوط إلى 14 من أغسطس عام 1624م، ويتضمن مرسوماً بابوياً حرره البابا أوربان الثامن وختمه في كنيسة سانتا ماريا مجوري في العاصمة روما، إضافة إلى كتاب سموه مرسوم بابوي باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك في مقر الجامعة.

ووجه صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمة ألقاها شكره وتقديره إلى رئيسة ومنتسبي جامعة القلب المقدس في مدينة ميلانو الإيطالية على حفاوة الاستقبال، معرباً سموه عن سعادته بالوُجود في الجامعة والتحدث مع المسؤولين بها، مثمناً جهود الهيئة الإدارية والأكاديمية والطلبة دارسي اللغة العربية، وهم ثمرة التعاون بين الشارقة والجامعة.

وتحدث سموه عن المخطوط الذي أهداه للجامعة، وتحقيقه، مشيراً إلى أن المخطوط عبارة عن مرسوم بابوي، حرره البابا أوربان الثامن، وختمه في كنيسة سانتا ماريا مجوري، لغرض جمع معونة مالية ستستخدم لصالح الأسطول البرتغالي.

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة الصراع بين البرتغاليين والإنجليز في هرمز، قائلاً "في سنة 1622م تم طرد البرتغاليين من هرمز"، والذين احتلوها مدة مائة وخمس عشرة سنة، وذلك على يد القوات الإنجليزية والفارسية.

مضيفاً سموه "بعد أن قام الإنجليز بطرد البرتغاليين من هرمز، كانت هناك رغبة من قبل الملك فيليب ملك البرتغال في إعادة احتلال هرمز، لكن الموارد المالية لدى الحكومة البرتغالية كانت غير كافية لإرسال حملة عسكرية لاستعادة هرمز".

طلب الملك فيليب دعم رجال الدين، وعليه فقد أصدر البابا أوربان الثامن مرسوماً بابوياً لجمع الأموال المطلوبة من الكنائس لإعادة احتلال هرمز.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة بأنه ترجم المرسوم وحققه، وتابع الأموال التي جُمعت، والبالغة مئتي ألف كروزادو بهدف بناء أسطول لإرساله إلى الهند لاستعادة هرمز، مبيناً أن الأسطول يحتاج إلى نوع خاص من السفن الكبيرة.

وأشار سموه إلى أن الملك فيليب أمر بإرسال الأموال إلى الهند لبناء أسطول سفن محلية هناك؛ لقصر المسافة بينها وبين هرمز، موضحاً أنها تفاصيل هذا الأسطول قد ذكرها في كتابه "مرسوم بابوي".

اختتم سموه كلمته قائلاً "أقدم هذا المخطوط إلى جامعة القلب المقدس، وكذلك كتاب مرسوم بابوي، ليكون في مكانه الصحيح في هذه الجامعة العريقة، عرفاناً مني بهذا التعاون الأكاديمي لهذه الجامعة".

تمت مراسم الإهداء ببداية بفقرة فنية موسيقية تتضمن مقطوعات باللغة العربية، رحب خلالها الطلبة بصاحب السمو حاكم الشارقة، مثمنين دعم سموه والجهود المبذولة لدعم اللغة العربية.

وفي كلمة نيابة عن المطران باولو مارتينيلي النائب الرسولي جنوب شبه الجزيرة، عبر عن امتنانه لزيارة صاحب السمو وإهدائهم مخطوط تاريخي، مؤكداً أهمية التعاون بين الشعوب والمؤسسات من خلال الثقافة والمعرفة.

وألقى الطالب أليساندرو بوتيا كلمة نيابة عن طلبة معهد اللغة العربية في ميلانو، عبر فيها عن شكره لصاحب السمو وإتاحة الفرصة لتعلم اللغة العربية والانفتاح على حضارتها، عبر المعهد الثقافي العربي.

تفضل صاحب السمو بالتوقيع على كتاب "مرسوم بابوي" باللغتين العربية والإنجليزية، وكتب فيه "أهديكم هذا الكتاب الذي وثقت فيه كثيراً من التفاصيل والحقائق".

يعتبر الإهداء مساهمة معرفية تعكس التزام الشارقة بتوثيق التاريخ وتعزيز التواصل الثقافي مع المؤسسات العالمية، كما تسلّم سموه هدية من رئيسة الجامعة، وهي خريطة مجسمة لمدينة ميلانو.

على هامش الزيارة، تجول صاحب السمو في معرض المخطوطات التاريخية المصاحب، واستعرض بعض المخطوطات وقطع أثرية للجامعة، واطلع على الشعلة الأولمبية.

حضر المراسم عبدالله علي السبوسي سفير الدولة بإيطاليا، وأحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، والدكتورة إيلينا بيكالي رئيسة جامعة القلب المقدس الكاثوليكية.


مواد متعلقة