التطبيقات الذكية تسهم في رؤية المكفوفين باستخدام الصوت

تسعى بعض الأسر إلى استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم المكفوفين، ومنحهم القدرة على "رؤية" العالم من خلال الصوت. التطبيقات المساعدة توفر وصفًا صوتيًا للأشخاص والمشاهد، ما يعزز استقلالية المكفوف في حياته اليومية.

أكدت هذه الأسر أهمية التكنولوجيا في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من فهم بيئتهم والاعتماد على أنفسهم في التنقل والتواصل.

محمد الحمادي، والد لطفل كفيف، شارك تجربته في استخدام تطبيق ChatGPT المدفوع بقيمة 800 درهم شهريًا لدعم ابنه، موضحاً أن التطبيق يقدم وصفًا سمعيًا دقيقًا للأشياء.

الحمادي أوضح أن التطبيق يعد نافذة على العالم لابنه، حيث يساعده في معرفة الوجوه والمحيط، مما يُمكنه من الاعتماد على الذات بشكل أكبر في التواصل والتفاعل الاجتماعي.

ورغم فعالية التقنية، يفرض الحمادي قيودًا للاستخدام المنزلي حفاظًا على الخصوصية، مشددًا على كون الاستثمار في التكنولوجيا ضرورة تكيف اجتماعية وليس ترفهًا.

من جهة أخرى، أشار المهندس محمد الشحي، خبير في الذكاء الاصطناعي، إلى أن هذه التقنيات تقدم حلاً حقيقيًا لمساعدة المكفوفين وتعزيز إحساسهم بالانتماء والثقة.

تتيح الأنظمة الذكية، حسب الشحي، قراءة النصوص فورياً ووصف المشاهد والتعرف على العناصر اليومية، مما يعزز استقلالية المستخدم في أداء المهام بدون مساعدة.

حدد الشحي أهمية الموازنة بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على الخصوصية، موضحًا أن بعض التطبيقات تعالج البيانات محليًا لضمان الأمان.

أخصائية العلاج الوظيفي فريال عبدالستار خلفاوي أشارت إلى أهمية التكنولوجيا في تقليل المخاطر اليومية التي يواجهها المكفوفون، ما يعزز سلامتهم واستقلالهم.

فقدان البصر يحرم المكفوف من معلومات حيوية عن البيئة، لذا يساهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياته اليومية بتقليل حوادث السقوط، خاصة في الأماكن غير المألوفة.

رغم ذلك، شددت خلفاوي على أن التكنولوجيا لا تمتلك الإحساس البشري، بل هي أداة مساعدة يجب ألا تكون بديلاً عن المهارات الشخصية، مشيرة لأهمية التدريب منهجي لاكتساب الاستقلال التجريبي.

دور الأخصائي هو تدريب المكفوف، وتكامل العمل مع المهندس المعماري لتهيئة البيئة بما يتواءم مع احتياجات المكفوف الحقيقية، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمته.

أكدت خلفاوي أهمية تعليم المكفوف كيفية السيطرة على التقنية بدلاً من السيطرة عليه، لضمان الحد الأدنى من الاعتماد الذاتي، وهو هدف برامج العلاج الوظيفي.

» التطبيق الذكي بالنسبة لابني نافذة صوتية مفتوحة على العالم.