أميركا تنهى دروس الديمقراطية في آسيا الوسطى
الأحد 09 نوفمبر 2025 - 11:07 ص
استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً يضم رؤساء خمس دول من آسيا الوسطى في واشنطن. هذه القمة تُعرف بقمة "5 + 1"، والتي تستقبل فيها الولايات المتحدة قادة كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، وأوزبكستان.
كان لهذه القمة العاشرة هدفان رئيسيان: الوصول إلى المعادن النادرة والتغلب على سيطرة روسيا في مجال التجارة. إضافة إلى تحويل الدول الخمس إلى قوة اقتصادية موحدة لضمان منافسة أقوى ضد موسكو وبكين.
كشفت المجلة الأميركية "ناشيونال إنتريست"، أن دور آسيا الوسطى تغير من دور هامشي إلى مركز لصنع القرار في المنطقة. التعاون الإقليمي بين هذه الدول غيّر مسار اللعبة السياسية.
الولايات المتحدة، لم تعد تهتم بنشر الديمقراطية بقدر ما تركز على التعاون الاقتصادي والاستراتيجي. هذه التحولات تُعتبر خطوة مجدية لحكومات آسيا الوسطى التي تواجه ضغوطاً داخلية.
منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، كانت واشنطن تبرر انتهاكات حقوق الإنسان من أجل مواجهة التحديات الأمنية. إلا أن العلاقة الآن باتت واضحة في توجيهها للاستفادة المتبادلة.
سعت دول آسيا الوسطى إلى شركاء قادرين على منافسة الصين وروسيا في البنية التحتية. فالممر الأوسط، الممتد إلى أوروبا عبر بحر قزوين، بات شرياناً حيوياً يعزز اقتصادات هذه الدول.
تعرف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأهمية هذا الممر في تقليل مخاطر الاختناقات في سلاسل الإمدادات العالمية. إضافة إلى تنويع طرق التجارة بعيداً عن السيطرة الروسية.
تحديات الجغرافيا تجعل دول آسيا الوسطى تسعى للحصول على طرق تجارية جديدة. فهي محاطة بدول تحت العقوبات الغربية مثل روسيا وإيران.
أصبحت المصالح الأميركية مرتبطة مباشرة بالممر الأوسط، إذ يتيح هذا الممر الوصول إلى الأسواق دون المرور عبر روسيا مما يساعد في تنويع سلاسل التوريد.
آسيا الوسطى تبحث عن استثمارات وخبرات تساعد في الاندماج مع الأسواق العالمية بعيداً عن تأثير النفوذ الأميركي المباشر.
صارت المعادن النادرة أولية إستراتيجية لواشنطن مع السيطرة الصينية على هذه الموارد. إذ تعتبر دول مثل كازاخستان منتجاً نشطاً لهذه المعادن.
في 2024، وقعت أوزبكستان اتفاقيات مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في المعادن النادرة. مثل هذه المبادرات قد تشكل فرصاً لتنويع سلاسل التوريد.
الولايات المتحدة ترغب في بناء قوة استراتيجية جديدة لأوراسيا تعزز من تعاون الدول الخمس. كما أن التمركز بعيداً عن موسكو وبكين يمنح فرصاً اقتصادية جديدة.
انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خفّف من الأزمات، مما أتاح مجالا للتجارة. تطمح كازاخستان وأوزبكستان لربط شبكات النقل عبر أفغانستان إلى جنوب آسيا.
هذه المجهودات كانت غير متوقعة في وجود القوات الأميركية لكنها تعزز التعاون الإقليمي وتحسين الأوضاع الاقتصادية في آسيا الوسطى.
مواد متعلقة
المضافة حديثا