الإنقاذ بالمصباح والصفارة يرسل الحياة للعالقين في الجبال

الجمعه 21 نوفمبر 2025 - 11:07 م

الإنقاذ بالمصباح والصفارة يرسل الحياة للعالقين في الجبال

على الأنصارى

عضو في فريق "إي تي سي" للمسارات الجبلية، إسماعيل أحمد الحوسني، كشف لـ"الإمارات اليوم" عن حوادث ميدانية شكّلت نقاطاً فارقة في أعمال البحث والإنقاذ في المناطق الجبلية. وأظهرت تلك الحوادث أهمية المعرفة الدقيقة بالتضاريس والتجهيز السليم قبل خوض أي مغامرة في الأودية والمرتفعات الجبلية.

من بين القصص التي شهدتها مناطق عدة، حادثة العثور على رجل تائه بعد 10 أيام من البحث في مدينة كلباء. وفي وقت آخر، استطاع شخص عالق في مدينة خورفكان إنقاذ نفسه بعد إرسال "إشارة نجاة" من خلال إشعال شجرة.

لفت الحوسني إلى موقف شبان اقتربوا من وادٍ، لكنهم أدركوا الخطر في الوقت المناسب وتراجعوا بسرعة بعد تلقيهم تحذيرات من الجهات المختصة. وبهذا، تفادوا الانجراف وسط المياه التي غمرت الموقع خلال دقائق.

أكد الحوسني أن هذه الأحداث تعكس أهمية الخبرة المحلية في فهم مسارات الجبال، حيث تلعب أدوات بسيطة دوراً محورياً في عمليات البحث والإنقاذ، كالصفارة ووسائل إشعال النار.

فريق "إي تي سي"، منذ اعتماده رسمياً قبل أكثر من ثمانية أعوام، يساهم في دعم الجهات المختصة وتوعية الأفراد بمتطلبات السلامة خلال الطوارئ ومواسم الأمطار.

روى الحوسني قصة لرجل فقد في مدينة كلباء لمدّة 10 أيام، قائلاً: "بالتعاون مع الداخلية، جمعنا الشباب المختصين وقيمنا الوضع الشخصي للمفقود، وكان رياضياً وليس محترف تسلق."

قيّم الفريق بشكل دقيق وقرر بدء البحث في نقطة معينة بعد الاستعانة بأهل المنطقة وعمالها. بعد 10 دقائق فقط، عثروا على جثة المفقود. هذه القصة توضح مدى أهمية معرفة خبايا المناطق الجبلية.

من ضمن القصص المثيرة، يأتي حادثة رجل في جبال خورفكان أوشك على الهلاك. استخدم أداة بسيطة للإشعال، أشعل شجرة بخلق شرر بين حديدتين. لحسن حظه، لاحظ أهل المنطقة الدخان وسارعوا للإنقاذ.

أوضح الحوسني أن وجود ولاعة أو صفارة قد تنقذ حياة شخص في الجبال، لكن الأهم هو أن يخرج الشخص مجهزاً بأدوات الأمن والسلامة اللازمة للمغامرة.

أشار الحوسني إلى أن الأودية تتحول بعد هطول الأمطار إلى نقاط جذب للمغامرين، لكنها قد تشكل خطراً على من ليس لديهم خبرة كافية. تتطلب هذه المناطق فهم دقيق لكل المسارات.

وأكد الحوسني أن العديد من الرياضيين يعتمدون على تطبيقات لتسجيل مسارات الجبال، والتي قد تكون مضللة لمن يفتقرون للخبرة الكافية. صعوبة المسار تتباين باختلاف لياقة المتسلقين.

غالباً ما يتدخل فريق الإنقاذ عندما يُحبس الأفراد في مسارات ضيقة أو منحدرات حادة. خبرة الفريق ومعرفتهم العميقة بالمسارات تجلب لهم دعوات للمساعدة في المواقف الصعبة.

وحذر الحوسني من تصرفات الأفراد الذين يقتربون من مجاري الأودية لتسجيل "اللقطة الأخطر"، مشيرًا إلى أن التهور قد يؤدي إلى الحوادث بسبب سرعة المياه المفاجئة.

ختاماً، شدد الحوسني على أهمية التجهيز الكامل قبل خوض مسارات الجبال، بما يشمل معرفة الطقس المتوقع وحمل الأدوات الأساسية.
المغامرة الآمنة تتطلب تقدير الظروف والعواقب وليس الاستسهال. يتجلى الخطر في عدم تقدير الأمور بشكل مدروس، لذا يجب سؤال أهل المناطق والتحقق من وضع السيول بشكل دقيق.


مواد متعلقة