بين القلم والوجدان.. قرار يصون كرامة الإنسان

الأحد 26 أكتوبر 2025 - 08:14 ص

بين القلم والوجدان.. قرار يصون كرامة الإنسان

مسعود غانم

دخل رجل مكتب الكاتب العدل بهدوء، وفي يده طلب تحرير توكيل عام. لكن أثناء حديثه، لاحظ الكاتب العدل التردد في الكلمات، وكأن الرجل غير مدرك تماماً لمعنى هذا التوكيل.

استغرق الكاتب العدل الوقت الكافي لاستماع الرجل وطرح أسئلة بسيطة لقياس مدى فهمه لما يتحدث عنه.

مع مرور الوقت، تبين أن وعي الرجل القانوني كان ناقصاً، مما يعكس عدم قدرته على اتخاذ هذا القرار المصيري بشكل صحيح.

هذا الموقف عكس أهمية الأهلية القانونية كأساس لحماية الأفراد من اتخاذ قرارات غير واعية. الأهلية ليست شرطاً رسمياً فقط، بل هي حماية ودرع لحقوق الفرد.

قرر الكاتب العدل بأسلوب محترم عدم إتمام تحرير التوكيل، وكان القرار نابعاً من رغبة في حماية الشخص وحقوقه.

غادر الرجل المكتب دون فهم واضح لسبب الرفض، لكن القرار وُضع في مصلحته لحمايته وحفظ حريته.

إن الأهلية القانونية في عالم القانون تمثل الإدراك والوعي اللذين يضمنان صحة القرارات.

دور الكاتب العدل هو النظر في ما وراء الأوراق والعمل على حماية من لا يستطيع حماية نفسه.

القانون يُصاغ لحماية إرادة الإنسان وحقوقه، وليس مجرد إجراءات مكتوبة. تبدأ العدالة بفهم عميق للإنسانية وراء كل توقيع.

المقال بالتنسيق مع محاكم دبي.

mfouda@ey.ae


مواد متعلقة