خبراء زائفون ينشرون معلومات مضللة عبر حسابات وهمية

الجمعه 14 نوفمبر 2025 - 02:29 ص

خبراء زائفون ينشرون معلومات مضللة عبر حسابات وهمية

مسعود غانم

حذر خبراء في المجال الأمني والسياسي والإعلامي من خطورة الحسابات "المزيفة" التي تحمل هويات إماراتية. وأكدوا على أن هناك أفراداً خارج الدولة ينتحلون صفات إماراتية لغرض بث رسائل مضللة عن الدولة.

وأوضح الخبراء أن هذه الحسابات تتخفى وراء شعارات إنسانية وحقوقية. هدفها ليس الحوار ولكن خلق واقع بديل يزعزع وعي الجمهور ويقوض ثقتهم في المصادر الرسمية.

أوصى الخبراء بتعاون مشترك بين الجهات الرسمية والإعلامية والتقنية والأكاديمية لمواجهة الأزمة وتعزيز الوعي المجتمعي مع تطوير أنظمة رصد متقدمة لخلق فضاء رقمي آمن.

حذرت وزارة الخارجية من الذين يدّعون بأنهم "خبراء" أو يختبئون خلف هويات "إماراتية" وهمية على وسائل التواصل لأغراض تشويه صورة الإمارات.

أظهرت الأدلة أن واحداً من الحسابات المتهمة يديره شخص من دولة عربية عمره 39 عاماً، ويعيش حالياً في دولة أخرى.

يستخدم الحساب صورة وهوية منتَحلَتَين لشاب إماراتي لإيهام المتابعين بأنه إماراتي حقيقي، بينما يدير الحساب في الواقع شخص من خارج الدولة يستخدم صوراً مزيفة.

تستغل هذه الحسابات شعارات إنسانية لتمرير أجندات تستهدف دول المنطقة عبر نشر الشكوك وتشويه الحقائق، بما في ذلك استخدام تغيرات في أسماء العرض والنشر المتكرر.

حذرت عفراء الهاملي من وزارة الخارجية على منصتها الرسمية من انتشار "الهويات الإماراتية المزيفة" التي تهدف لتشويه الرأي العام باستخدام هويات وصور وهمية.

أكدت الهاملي أن البعض قد حول الكذب إلى مهنة واستغلال "الهوية الإماراتية" على وسائل التواصل الاجتماعي لإخفاء الحقيقة.

وأضافت أن الإمارات تركز على نشر الأمل وعمل الخير، داعية الجمهور إلى التأكد من المصادر الرسمية قبل التفاعل مع حسابات مشبوهة.

أوضح محمد الشحي الفارق بين الحسابات الوهمية والهوية الرقمية المزيفة، مبيناً أن الهوية المزيفة هي أكثر تعقيداً وخطورة من الحساب الوهمي.

الهوية المزيفة تنتحل شخصية أو تعمل على إنشاء شخصية وهمية لإقناع الجمهور بأنها حقيقية تماماً، لغرض تنفيذ أهداف تضليلية أو سياسية.

وأشار إلى أن الهوية المزيفة أخطر لأنها تخدع الجمهور باستغلال الأسماء المعروفة وتقلب الحقائق وتدار في الواقع من خارج الدولة لخدمة أجندات مغرضة.

أكد الشحي أن السلطات التقنية والقانونية تملك أدوات لمراقبة مصدر هذه الحسابات وكشفها، مشيراً إلى أهمية الوعي المجتمعي في فضح هذه الفئة.

ذكر الشحي أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مزدوجاً في توليد هويات وصور مزيفة وكشفها، وتحاول المنصات الكبيرة رصد تلك الحسابات وإغلاقها.

دعا إلى تعزيز الثقافة الرقمية لدى الجمهور ليكونوا أكثر وعياً بكشف الحسابات المزيفة واتباعهم مؤشرات تحديد الحسابات غير الموثوقة.

أكد عبدالعزيز سلطان شمس المعمري أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً محورياً في تغيير الإدراك الجمعي والوعي العام من خلال التأثير الكبير.

توفر هذه الوسائل بيئة معدة لتوجيه الفكر العام وزرع مواقف محددة تقوي الرأي العام العاطفي على حساب العقلاني، مما يزيد من التفاعل الخاطئ.

أضاف المعمري أن إرادة الجماهير تتشكل بسهولة بالمعطيات المثيرة وليست الحقيقية، مما يصعب تصحيح الأمور حتى بعد ظهور الحقيقة الفعلية.

من هنا، تتحمل الصحافة مسؤولية التحقق والتفسير والتوضيح لما يحدث بدلاً من الاكتفاء بنقل الأخبار، لتحقيق شفافية أكبر.

تربية الإعلام المجتمعي والرقمي توفر وقاية ضد الأخبار الكاذبة وتحمي المجتمع من التلاعب، بما في ذلك فهم آليات المنصات وخوارزمياتها.

أكد الدكتور عبدالخالق عبدالله على أن وجود منصات مزيفة ينطوي على تحدٍ عالمي يتجاوز حدود العالم العربي ويشارك فيه جهات على الصعيد العالمي.

أوضح الدكتور أن هذه الظاهرة تهدف لزعزعة الثقة بين الجمهور ومؤسساته وتسعى إلى التأثير في سمعة الدول الكبرى، مستغلة تكنولوجيا تزييف الأخبار.

أكد الدكتور أن الإمارات من بين الدول الأكثر استهدافاً نظراً لتفوقها الإقليمي والدولي ووجودها الفاعل في المشهد السياسي والإنساني العالمي.

أضاف أن الحملات الممنهجة التي تواجهها الدولة تعتمد بشكل كبير على الأخبار المفبركة وتضليل الجمهور باستخدام مواد لا تحمل أي صدقية.

شدّد على أن الرد الأنسب لتلك الحملات هو النموذج الإماراتي المتمثل في الإنجازات الإجتماعية والثقافية والإنسانية بشكل فائق.

يعتبر النموذج الإماراتي رداً عملياً على التضليل الإعلامي، لأنه يمثل القوة الناعمة والمصداقية في التواصل والعمل الإنساني الكبير.


مواد متعلقة